دراسة بيئية: القطب المتجمد الشمالي هو مستقبل البشرية ومنقذها من الغرق!

دراسة بيئية: القطب المتجمد الشمالي هو مستقبل البشرية ومنقذها من الغرق!

25

شارع المال|

أورد تقرير نشرته صحيفة التايم أن “الهجرة إلى الشمال ستكون الحل الأمثل”، وذلك بسبب التغير المناخي وانعكاسه على مناطق شاسعة من العالم قد تكون غير قابلة للعيش نتيجة ارتفاع درجة الحرارة أو غرق بعض المدن الساحلية بسبب ارتفاع مياه البحار والمحيطات!

تقول الصحفية المختصة بالشؤون البيئية جايا فينيس في صحيفة التايم: هربا من المناطق الاستوائية والسواحل والأراضي الصالحة للزراعة سابقاً، سيحتاج عدد كبير من السكان إلى البحث عن منازل جديدة، مؤكدة أن هذه الهجرة قد بدأت بالفعل، مشيرة إلى هجر كثير من الأشخاص المناطق التي ضربها الجفاف في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، بسبب استحالة الزراعة، مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

وبحسب بعض الدراسات ستكون كندا وجهة رئيسية للمهاجرين، لذلك تستهدف الحكومة الكندية مضاعفة عدد السكان ثلاث مرات بحلول عام 2100 من خلال الهجرة، كما ستكون روسيا رابحا آخر، فوفقا لمجلس الاستخبارات القومي الأمريكي، فإن روسيا لديها القدرة على تحقيق أقصى استفادة من الطقس المعتدل بشكل متزايد. وتعد الدولة بالفعل أكبر مصدر للقمح في العالم، ومن المقرر أن تنمو هيمنتها الزراعية مع تحسن مناخها.

وبحلول عام 2080، سيكون أكثر من نصف التربة الصقيعية في سيبيريا قد اختفى، ما يجعل الشمال المتجمد أكثر جاذبية، مع مواسم نمو أطول، وقادرا على دعم أعداد أكبر بكثير.

المثير أن ذوبان جليد جرينلاند الذي سيكشف عن أرض جديدة، هو نفسه الذي سيدمر الأراضي القديمة، لأنه سيرفع مستوى سطح البحر، الأمر الذي يهدد بإغراق كثير من المدن الساحلية.

وتقترح دراسة بيئية جديدة تطوير خطة المستقبل للبشرية للبقاء على قيد الحياة في عالم أكثر سخونة، تعتمد على بناء مدن جديدة شاسعة في أقصى الشمال الذي يمكن تحمله مع التخلي عن مناطق شاسعة من المناطق المدارية التي لا يمكن تحملها.

وتقول فينيس: نحن بحاجة إلى النظر إلى العالم من جديد وتطوير خطط جديدة تعتمد على الجيولوجيا والجغرافيا والبيئة.

وتتابع: بعبارة أخرى، حدد مكان موارد المياه العذبة، وأين توجد درجات الحرارة الآمنة، وأين تحصل على أكبر قدر من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، ثم قم بتخطيط السكان والغذاء وإنتاج الطاقة حول ذلك، والخبر السار هو أن هناك متسعا كبيرا على الأرض.

وتشرح الباحثة الصحفية: إذا سمحنا بمساحة تبلغ 20 مترا مربعا للفرد، حوالي ضعف الحد الأدنى لحجم السكن المسموح به لمنزل بموجب قانون السكن الدولي، فإن 11 مليار شخص سيحتاجون إلى 220 ألف كيلومتر مربع من الأرض للعيش فيها، وسيكون هناك متسع كبير لإيواء كل شخص على وجه الأرض في بلد واحد، تبلغ مساحة كندا وحدها 9.9 مليون كيلومتر مربع.

ووفقا لدراسة أجريت عام 2020، اعتمادا على سيناريوهات النمو السكاني والاحترار، من المتوقع أن يكون ما بين 1 إلى 3 مليارات شخص ضحية الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة.

وسيحتاج الناس إلى الابتعاد عن خط الاستواء وعن السواحل والجزر الصغيرة (التي ستتقلص في الحجم) والمناطق القاحلة أو الصحراوية، الغابات المطيرة والغابات هي أيضا أماكن يجب تجنبها، بسبب مخاطر الحريق، السكان سوف يتحولون إلى الداخل، نحو البحيرات، والمرتفعات وخطوط العرض الشمالية.

وبالنظر إلى الكرة الأرضية، يتضح على الفور أن الأرض موزعة بشكل أساسي في الشمال، أقل من ثلث أراضي الأرض تقع في نصف الكرة الجنوبي ومعظمها إما في المناطق الاستوائية أو القارة القطبية الجنوبية، لذا فإن نطاق مهاجري المناخ للبحث عن ملجأ في الجنوب محدود.

وحسب الأبحاث سترتفع درجات الحرارة في هذه المناطق الأكثر أمانا، وسترتفع بشكل أسرع في خطوط العرض الأعلى منها عند خط الاستواء.

وتعد خطوط العرض الشمالية موطنا للدول الأكثر ثراء وتعد من بين أفضل الأماكن للحياة في المستقبل.

في دراسة أخرى، توصل باحثو مبادرة التكيف العالمي التابعة لجامعة نوتردام الأمريكية إلى أن العام 2048، سيشهد كثير من المدن الكبرى درجات حرارة لا تحتمل، ومنها نيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا وهاواي.

في المستقبل، سيكشف ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند وروسيا وكندا وأيسلندا والسويد وفنلندا والنرويج، مناطق جديدة صالحة للحياة والزراعة، إضافة إلى اسكتلندا وإيرلندا وإستونيا.