السورية للتجارة في امتحان تسويق الحمضيات.. والمهمة صعبة أمام إنتاج وفير!

السورية للتجارة في امتحان تسويق الحمضيات.. والمهمة صعبة أمام إنتاج وفير!

6

شارع المال|

تعود معاناة الفلاح في تسويق الحمضيات من جديد، ولكن هذه المرة بوعود باستجرار المحصول كاملاً، على ضوء إنتاج جيد يفوق 950 ألف طن، لتبدأ حلقات العملية التسويقية من الحقول مباشرة، سواء كان للتاجر، أو لصالح السورية للتجارة، وقد لا تقنع الأسعار الموضوعة الفلاح، ولكن الرمد أفضل من العمى حسب قوله، فتأمين العبوات والنقل أهم عائقين يواجهان المزارع، وهذه المهمة كفلتها السورية للتجارة، لكن المزارع يعلم جيداً أن هذه الأخيرة، تعمل بعقل مستثمر خاص، بغض النظر عن شعارات التدخل الإيجابي وتحقيق عدالة السوق، سواء عملت بها أم لم تعمل.! ولعل أسعار السورية للتجارة بالصالات، خير دليل بأنها نفس أسعار السوق، بل أغلى منها، ما ينفي دورها التدخلي بالسوق لصالح المستهلك، خاصة بعد رفع سعرها بشكل متواصل لحاقاً بالسوق السوداء.

إنتاج وفير ولكن! 

نتكلم اليوم عن إنتاج قد يصل للمليون طن ،أو أقل قليلاً، بينما كان العام الماضي دون 650 ألف طن، ورغم ذلك كان التسويق في أسوء أوضاعه، مما يطرح السؤال كيف سيكون التسويق أمام هذه الكميات الوفيرة؟، وهل الإجراءات المتخذة من السورية للتجارة كفيلة بإنقاذ إنتاج الحمضيات كاملاً لهذا الموسم بأسعار تتناسب مع التكاليف والأعباء الكبيرة التي تحملها المزارع؟!
حسب قول مراقبون، إلى حد الآن، الأسعار  مقبولة للمستهلك، لكن للمزارع غير مرضية، وهي كارثية بكل معنى الكلمة بعد تسويق الإنتاج لسوق الهال حالياً دون 1500 ليرة سورية، ليصل للمستهلك بـ2500 أو 3000 ليرة سورية، خاصة أن تكاليف أجور النقل والشحن ورسوم كمسيون التاجر في الجملة والمفرق قد ابتلعت ربح الفلاح، مما يضطر الكثير من مزارعي الحمضيات إلى قلع أشجارهم، واستبدالها بمواسم أخرى للأعوام المقبلة.

تحضيرات!

طبعاً، المؤسسة السورية للتجارة حسب قولها قد بدأت باستجرار كميات مقبولة، ولكن في مراحل أولى، قبل ذروة الإنتاج، وهي قد استكملت كافة تجهيزاتها والتحضيرات اللازمة لبدء المهمة بعد تجهيز مراكز الفرز والتوضيب لديها، وحسب قول مدير عام مؤسسة السورية للتجارة زياد هزاع، فإنه سيتم على مدار موسم الحمضيات تسويق أكبر كمية ممكنة وتوزيعها على الصالات ومنافذ البيع المؤسسة في المحافظات كافة، وتعويض الفلاحين بالأسعار الجيدة وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية القاسية.
وما يهم المؤسسة اليوم، كما يضيف هزاع هو تسويق الحمضيات خلال فترة ذروة الإنتاج والتي تبدأ في الخامس من الشهر المقبل، وتمتد إلى بداية الشهر الثاني من العام القادم، حيث يكون الإنتاج وفيراً، مبيناً أن المؤسسة تسعي على مسار آخر في هذا الإطار، لفتح أسواق خارجية، وهناك جهود كبيرة تبذل لتسويق المادة في الدول العربية، وخاصة دول الخليج والعراق، لكن قبل شيء لابدّ من ضرورة تأمين مستلزمات التسويق منذ بداية الموسم، وحتى نهايته كالسيارات والصناديق والبرادات التي ستوضع فيها الحمضيات قبل التوزيع.

تغيير المسار!

الخبير الاقتصادي محمد القاسمي يعتبر أن مهمة السورية في تسويق محصول الحمضيات تبدو صعبة، خاصة أن العملية التسويقية هذا الموسم يجب أن تكون قريبة من الإنتاج أو تحاذيه على الأقل، فالسورية للتجارة اليوم حسب قوله تلعب دوراً داخلياً وخارجياً بنفس الوقت، وهي تتحدث عن فتح باب التصدير للخارج، وتسهيلاً لمهمتها هذه يتطلب استكمال التجهيزات والتحضيرات من سيارات شحن جيدة، وسائل تبريد وتوضيب وغيرها إلى دول الجوار، مشيراً إلى أن مؤسسة السورية للتجارة تريد أن تضمن الفلاح والسوق الخارجية معاً، لكن هذه العملية شاقة عليها، كون الإمكانيات لديها لا تسمح أن تعمل على هذين المسارين سوية، ولعل خطتها في تسويق كمية 20 ألف طن من الفلاح هذا الموسم لبيعها بالداخل، ليست كافية من أصل مئات الألاف من الأطنان، مقابل تصدير كميات بحدود 10 آلاف طن للخارج إلى الدول العربية وخاصة دول الخليج والعراق والأردن، هذا يأتي في ظل سلفة أخذتها السورية للتجارة من الدولة بحدود 7 مليار ليرة سورية لا تكفي لتسويق خطة انتاج موسم كامل.
أما عن تقديرات التصدير بشكل عام، فيشير القاسمي أنه ضمن هذا المورد المالي المحدود سيكون دون ربع الإنتاج، أي بحدود 300 ألف طن تقريبا من أصل 900 ألف طن، فالعام الماضي لم يتجاوز 200 لف طن كحد أقصى، وكان الاهتمام بالتوريد من الفلاح هو الأهم، أما اليوم فالعملية عكسية، خاصة أن البلد بحاجة لقطع أجنبي مما جعل الحكومة تتناول المسار الخارجي كأهمية في تسويق المحصول!

البعث – محمد العمر