غرفة تجارة ريف دمشق تستنهض الشعب بخطاب تعبوي لوقف المضاربة بسعر الصرف..!.

944

شارع المال – حسن النابلسي|

طالعتنا غرفة تجارة ريف دمشق ببيان أقرب ما يكون لمقال صحفي تحت عنوان “امتحان وطني بامتياز” طرحت من خلاله تساؤلات عدة حول مصير الاقتصاد الوطني، والتداعيات السلبية للمضاربة بسعر الصرف، وغيرها من تساؤلات لا تخلو حقيقة من تنظير واضح لا يسمن ولا يغني من جوع، وكانت هذه التساؤلات من قبيل  “هل هو الوقت المناسب لإطلاق العنان لنزعات المضاربة وجني الأرباح والمتاجرة بمصير اقتصاد بلد كابد وصمد تسع سنوات حرب ضد أعتى موجات الإرهاب التي شهدها العصر الحديث..ويحتاج اليوم إلى جهد كل من هو قادر على بذل جهد بناء..؟” ومن التساؤلات أيضاً “إلى أين سيأخذنا العابثون والمتسببون بتأزيم ليرتنا واقتصادنا؟”.

واستذكر بيان الغرفة حادثة جرت منذ بضع سنوات في الصين ذلك البلد الذي وصفته الغرفة بـ”صاحب الاقتصاد العملاق”..واستحقاقات الإنفاق الهائل لتأمين استهلاك البلاد من السكر..حينها وجهت السلطات هناك نداء إلى الشعب يتعلق بخيارين إما الانهيار الاقتصادي أو مقاطعة السكر..الشعب الصيني اختار الانتصار لاقتصاده وبادر إلى مقاطعة السكر لإنقاذ بلده..انتهت الأزمة وتعافى الاقتصاد الصيني..لكن الشعب بقي حتى هذا اليوم مقاطعا للسكر وغدت المقاطعة ثقافة.. لتخلص الغرفة في بيانها إلى تساؤل مفاده “هل يبدو الشعب الصيني أكثر انتماء لبلده من انتمائنا نحن السوريين لبلدنا..ونحن نواجه الدولار و نكافح لأجل اقتصادنا..؟”

وكأن الغرفة بسردها لهذه الحادثة تُحمّل الشعب مسؤولية المضاربة بسعر الصرف، علماً أن 80% من هذا الشعب كحد أدنى يعاني من انخفاض قوته الشرائية، وغالبيته استنزف مدخراته ليستطيع مجاراة التضخم الحاصل وما سببه من ارتفاع غير مسبوق بالأسعار..!.

وأشارت الغرفة إلى أنه إذا “استمر عبث العابثين فهذا يعني أنهم شركاء في الانهيار وأسبابه..ولا نظن أن مزاعم جهل هذه الحقيقة تبدو مقبولة اليوم لأن الجميع على دراية تامة بما يفعل..أي ما يجري هو عن سابق إصرار وقرار..اعذرونا فلا يمكننا استحضار فهم آخر للمجريات القاهرة الراهنة..”

فمن تقصد الغرفة بـ”العابثين”..لاشك أن من يعبث بهذا الحجم يندرج بشكل أو بآخر إما ضمن خانة التجار، أو أمراء الحرب، أو ما شابه، ولا نعتقد أنه يندرج ضمن خانة عامة الشعب ممن وضعتهم الصين أمام الخيارين آنفي الذكر..!.

وختمت الغرفة بيانها “سورية تستحق التضحية ..فقد أعطتنا الكثير الكثير واليوم جاء دورنا لرد قليل من الجميل ومهما فعلنا لن نوفي الدين..”.

ونحن نقول لغرفة تجارة ريف دمشق: المضارب هو تاجر عملة، وأغلب التجار يتعامل معه عندما تتلاقى مصالحهم سواء بالبيع أم بالشراء حسب الحاجة…نقول لكم: هؤلاء تجار عملة، والعملة أصبحت نادرة لدى المواطن، وبالتالي ندعوكم إلى مقاطعتهم لنصمد وتصمدون معنا ضد الهجمة الاقتصادية على بلدنا العزيز…سورية تستحق مقاطعتكم لهذه الفئة من المتاجرين..!.

ونذكر غرفة تجارة ريف دمشق وأعضائها، وزميلاتها من الغرف وأعضائها، بما أدلى به حاكم مصرف سورية المركزي حازم قرفول خلال اجتماع رئيس مجلس الوزراء مع اتحادات غرف التجارة السورية بتاريخ 11/02/2020  بأن أغلبية التجار “لا ينامون دون أن يحولوا أموالهم السورية إلى دولار”..!.

فمن هو المضارب إذاً..تساؤل نضعه برسم غرفة تجارة ريف دمشق..بانتظار الإجابة عنه..!.