مفارقات سورية.. ليتر الماء أغلى من ليتر البنزين..!.

288

شارع المال|

قد يكون الحديث عن مقارنة أسعار المياه المعدنية بمادة البنزين مثلاً أمراً في غاية الأهمية، ولكن الغريب في الأمر أن  تصبح أسعار البنزين والديزل أرخص من سعر قنينة المياه المعدنية في السوق السورية.. إنها معادلة تبدلات وتغيرات قائمة الأسعار وما طرأ عليها مؤخراً.. وبهذا الشأن قد يكون من الصعب جداً التنبؤ متى ستتوقف هذه الارتفاعات اليومية المتكررة سواء لأسعار النفط أو المياه أو غيرها من المواد؟
وفي مقارنة بسيطة بين سعر المياه المعدنية نجد أن ليتر المياه المعدنية كان قبل سنوات بـ15 ليرة في حين كان سعر ليتر البنزين 20 ليرة سورية أي إن البنزين كان أغلى بنسبة بسيطة في حين نجد اليوم المعادلة انقلبت وبات سعر عبوة المياه أغلى من البنزين حيث بلغت سعر العبوة نصف الليتر نحو 600 ليرة في الأسواق وفي المطاعم أغلى بكثير وسعر عبوة المياه الليتر الواحد نحو 1000 ليرة وبمقارنة ذلك مع سعر ليتر البنزين المدعوم وصل سعره إلى 750 ليرة سورية نجد أن البنزين أرخص من المياه!
الخبير الاقتصادي د. شفيق عربش أكد جازماً أن هذه التنبؤات ليست مبشرة لأسعار الذهب الأسود وأن الأمر الذي في غاية في الغرابة أن تكون المياه أغلى من المشتقات النفطية كالبنزين ولو أجرينا مقارنة، ولوجدنا أنه لا يمكن بالمنطق أن نعتقد أن النفط والوقود في طريقه ليصبح أرخص من قنينة مياه معدنية وخاصة أن سعر النفط الحر أغلى بكثير من المياه حيث يصل سعر الليتر الواحد منه إلى 3000 ليرة.
عربش أكد أن مقاربة أسعار النفط مع المياه أمر ليس بجديد ولو عدنا إلى الأسعار سابقاً لوجدنا أن هناك تقارب بين السعرين لكن نقص القوة الشرائية وانخفاض قيمة الليرة شكل هاجساً لدى البعض بأن سعر المياه قارب سعر النفط ولو عدنا بالذاكرة القريبة إلى الوراء لوجدنا أن سعر المياه يزداد بشكل مستمر ارتفع سعر المياه خلال هذه الفترة ثلاثة مرات.
وأشار إلى أنه إذا كانت هذه الأسعار تعتبر ظرفية ومتعلقة بالفترة الصيفية فقط، فهو أمر مقبول ويتطلب تفعيل مراقبة الأسواق والأسعار من أصحاب القرار على جميع أنواع المياه المعدنية لضبط أسعارها!

سيرياستيبس – هناء غانم