شارع المال|
ارتفعت أسعار الذهب أمس في السوق المحلية ثلاثة آلاف ليرة للغرام عيار 21 مع ارتفاع الأونصة عالمياً وذلك على خلفية التوترات الدولية بشأن العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس.
وحسب النشرة الصادرة عن الجمعية الحرفية للصاغة وصنع المجوهرات بدمشق أمس سجل غرام الذهب عيار 21 سعر مبيع 210 آلاف ليرة سورية وسعر شراء 209500 ليرة في حين بلغ الغرام عيار 18 سعر مبيع 180000 ليرة وسعر شراء 179500 ليرة.
وشهدت مؤشرات أسعار الذهب ارتفاعاً متتالياً في الأسواق المحلية نتيجة تأثرها بالارتفاع العالمي لسعر الأونصة الذهبية، التي بدورها تتأثر بزيادة الطلب على الذهب نتيجة إقبال الشركات العالمية التي تمتلك سيولة نقدية لتحويل أصولها المالية وأرباحها إلى الذهب لكونه «الملاذ الآمن» في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا والعقوبات التي تفرض على روسيا.
وقد سجل الذهب ارتفاعاً في أسعاره العالمية بحوالي 13 بالمئة منذ بداية العام الحالي حيث بدأ العام بسعر 1760 دولاراً للأونصة الذهبية فيما وصل سعره يوم أمس إلى 2030 دولاراً مع تقلبات مستمرة وبشكل يومي.
هذا الارتفاع العالمي واكبه ارتفاع بأسعار الذهب محلياً لتصل نسبة الارتفاع منذ بداية العام وحتى تاريخه لحوالي 14 بالمئة، حيث كان سعر غرام الذهب عيار /21/ في بداية العام 179 ألف ليرة سورية، فيما سجل يوم أمس 210 آلاف ليرة سورية، وكذلك الأمر بالنسبة لغرام الذهب عيار /18/ فقد سجل بداية العام سعراً بـ153.4 ألف ليرة سورية وفي يوم أمس كان سعره 180 ألف ليرة سورية لتكون نسبة الارتفاع أيضاً 14 بالمئة.
وفي هذا السياق تحدث رئيس جمعية الصاغة وصنع المجوهرات في دمشق غسان جزماتي بأن المتغيرات الاقتصادية العالمية تلعب دوراً كبيراً باتجاه مؤشر أسعار الذهب عالمياً وبالتالي محلياً، ولا يمكن التنبؤ بحركة مؤشر أسعار الذهب في الفترة القادمة نتيجة عدم وجود استقرار في الاقتصاد العالمي، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب لكونه الملاذ الآمن في مثل ظروف كهذه.
وأشار جزماتي إلى أن حركة مبيع الذهب في الأسواق المحلية تعتبر فوق متوسط المبيع اليومي لمثل هذه الفترة من العام وذلك نتيجة إقبال الناس على شراء الذهب في ظل المخاوف من استمرار ارتفاع سعره، كما أن أصحاب الأصول المالية يسعون لتبديل مدخراتهم المالية بالذهب، ومن تتوفر لديهم سيولة نقدية نتيجة عمليات بيع العقارات والسيارات يتجهون لتحويلها إلى ذهب للحفاظ على قيمة أموالهم.
جزماتي بيّن أن الإقبال حالياً متنوع ما بين المصاغ الذهبية والحلي وذهب الادخار من ليرات وأونصات ذهبية، حيث يقبل أصحاب السيولة المالية على شراء ذهب الادخار، على الرغم من أن سعر الليرة الذهبية السورية ارتفع بمعدل 25 بالمئة عن بداية العام حيث كان سعرها 1.3 مليون ليرة سورية وقد وصل يوم أمس إلى 1.750 مليون ليرة سورية، وبالنسبة للأونصة الذهبية السورية فقد ارتفع سعرها بنسبة 30 بالمئة من سعر 5.6 ملايين ليرة سورية ببداية العام حتى سعر 8 ملايين ليرة سورية حسب نشرة أسعار يوم أمس.
وبينّ رئيس جمعية الصاغة وصنع المجوهرات أن الشهر الحالي يعتبر من المواسم المهمة لأصحاب محال الذهب والصاغة لوجود عيد الأم وهو من أقوى الأعياد في مبيعات الذهب، ويأمل الصاغة تحسن حركة المبيع في هذا العيد، وقد بدؤوا بعرض مصوغاتهم الذهبية على واجهات محالهم، مع العلم بأن كل الذهب الموجود حالياً في الأسواق هو من الذهب المستعمل والذي يشتريه الصاغة من الزبائن ويعيدون صياغته لطرح أشكال جديدة من الحلي والمصاغ، وذلك نتيجة عدم دخول أي غرام ذهب خام إلى البلد منذ بداية أزمة فيروس كورونا، بينما تصل إلى الأسواق كمية 20 كيلو غراماً من الذهب الكسر قادمة من القامشلي كل أسبوعين وتستبدل بالذهب المشغول من حلي ومصاغ.
صحيفة الوطن – علي محمود سليمان