ألا يجدر بنا التفكر قليلاً بالتهويل الإعلامي من كورونا.. وما سر الإعلان عن إصابة ملوك وأمراء ورؤساء وزراء به..!.

1٬464

شارع المال – حسن النابلسي|

يثير التركيز الإعلامي العالمي غير المسبوق على تفشي فيروس كورونا الكثير من الشكوك، وتزداد حدة هذه الشكوك إذا ما علمنا أن نسبة وفيات هذا الفيروس قليلة جداً مقارنة مع غيره من الأوبئة السابقة التي ضربت البشرية عبر التاريخ وراح ضحيتها عشرات الملايين من البشر كالأنفلونزا الاسبانية عام 1918 وحصدت أرواح ما بين 50 إلى 100 مليون شخصا جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفيين في الحرب العالمية الأولى.

أما في عصرنا هذا فتشير الإحصائيات إلى وفاة حوالى 6 ملايين بسبب السكتات الدماغية سنوياً، وأمراض القلب تقتل أكثر من ثمانية ملايين سنوياً، والسكري 1.2 مليون والقائمة تطول…!.

كما أن ما يثير الريبة حقاً تجاهل الإعلام عن عدد المتعافيين من هذا الوباء والتركيز على المصابين والمتوفين، علماً أن عدد المتعافيين أضعاف المتوفيين، فحتى لحظة كتابة هذه السطور ذكرت أحدث الإحصائيات إلى تجاوز عدد المصابين بفيروس “كورونا” المستجد المليون إصابة في العالم والوفيات تتخطى الـ60 ألفًا، وذكرت الإحصائيات الرسمية أن عدد المصابين بالفيروس وصل حتى اليوم السبت  إلى حوالى 1.09  مليون إصابات، بينها أكثر من 228 آلف شفاء.. وفي ذات السياق أعلنت السلطات الألمانية تعافي المستشارة ميركل، وأعلنت الصين شفاء ما نسبته 94% من الحالات..!.

ربما يؤخذ علينا تناولنا لهذا الموضوع من زاوية أنه قد يشكل خرقاً للتدابير الاحترازية لانتشار هذا الفيروس، وهنا نؤكد بلا أدنى شك على اتخاذ كل التدابير لاسيما النظافة الشخصية، وهنا بيت القصيد، إذ أن مواطني كبرى الدول الموبوءة لا يعيرون اهتماماً كبيراً لهذه المسألة، بدليل ما تناقلته وسائل الإعلام من نفاد ورق التواليت من أسواق الولايات المتحدة الأمريكية، لكونه يستعاض به عن الماء..!.

لعل اللافت بالتعاطي الإعلامي المهول مع انتشار كورونا، هو التركيز على إصابة كبار المسؤولين في العالم من ملوك وأمراء ورؤساء وزراء ووزراء..إلخ، في سابقة تنبئ بأن وراء الأكمة ما ورائها، إذ اعتدنا وعلى مدى عقود من الزمن نجاة أمثال هؤلاء من أية أوبئة أو كوارث طبيعية، فهم دائماً بمنأى عنها، في حين أن عامة الشعب من يدفعون الثمن..!.

وهنا نسأل: هل يعقل عدم اتخاذ الملكة إليزابيت لأية إجراء احترازي وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس وزرائها بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وغيرهم..حتى يصابوا بهذا الفيروس..؟.

وألا يدعو للريبة أيضاً كم الإصابات الهائل في كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول ذات الأنظمة الصحية المتطورة، مقابل تسجيل حالات إصابة بالحدود الدنيا في دول مثل اليونان والبرتغال أنظمتها الصحية ليست بمستوى الدول الآنف ذكرها..!.

ليس القصد من طرحنا تبني عقلية المؤامرة وإنما مجرد تساؤلات نطرحها من باب التفكر والتعقل بما أصاب العالم من هلع، قد تفضي بنا بالنهاية إلى أسئلة من قبيل: هل هناك إعادة ترتيب للاقتصاد العالمي أجمع، بعد أن أتخمت كبرى الدول بإمبراطوريات اقتصادية لديها شركات عابرة للقارات وصلت إلى حد الانفجار..؟.

أم أن سبب انتشار الفيروس ناجم عن رخاء اقتصادي متهور أفضى إلى عادات وثقافات اجتماعية واستهلاكية، خارجة عن إطار الفطرة الإنسانية وما تقتضيه من معايير غذائية تناسب الجسم البشري والاهتمام بأبسط شروط نظافته..؟.