وزارة النفط تحابي علية القوم..!.

715

وزارة النفط تحابي علية القوم..!.

إذا كانت وزارة النفط والثروة المعدنية لا تعلم بما حلّ بسكان الريف خلال الأيام الثلاثة الماضية، فسنتولى نحن إعلامها بذلك..

فلقد عاشوا ساعات من البرد غير المحتمل نتيجة القسمة غير العادلة التي انتهجتها الوزارة لتوزيع المازوت، وميزت فيها بين الريف والمدينة إذ خصّت الثانية بضعف الأول الذي لا يختلف اثنان على شدة برودته مقارنة بالمدينة..!.

نعتقد أن معيار الوزارة في هذا التوزيع استند على العامل الطبقي، إذ يبدو أنها أجرت مسحاً طبقياً لكل من الريف والمدينة وخرجت بنتيجة تفيد بأن علية القوم يقطنون في المدينة وبالتالي فهم الأجدر بالحصة الأعلى “400 ليتر”..!.

الطامة الكبرى أيضاً أن الـ100 ليتر المتبقية من حصة الريف لم توزع إلى الآن، وكأن وزارة النفط تعوّل على “حكمة أهل الريف” لجهة عدم التبذير وإسراف الدفعة الأولى، أو أنها تعتقد أن أجواء الريف هذا الموسم مشمسة وتنعم بدفء دائم..!.

السادة وزارة النفط.. إن أمراض الشتاء ضاعفت فاتورة صرفيات بعض أسر الريف نتيجة حرمانهم من حقهم بالتدفئة، وتضاعفت فاتورة البعض الآخر من المقتدرين نسبياً نتيجة لجوئهم إلى السوق السوداء لشراء المازوت، وأنتم نيام في العسل، مع الإشارة هنا إلى أن علية القوم ممن يمتلكون مزارعاً وقصوراً في الريف، أغلبهم من سكان المدينة..!.

قد تطلبون منا تبليغكم عمن يغذي السوق السوداء بمادة المازوت لاجتثاث جذوره، وتبدون حزمكم تجاه الحفاظ على انسياب هذه المادة في غير قنواتها الشرعية، لكننا في الحقيقة نعتبر أن السوق السوداء باتت للأسف منفذاً مهماً لسكان الريف، ونتمنى بالفعل اتساع رقعتها عسى أن تحظى بنوع من المنافسة تنعكس على انخفاض سعر مادة المازوت ليتسنى للجميع شرائها..!.

استيقظوا من سباتكم، وضعوا حد لهذه المهزلة، فالمواطن السوري أحوج ما يكون للإنصاف في هذه الظروف الصعبة، وكفاكم استهتاراً بالعباد، وما بطاقتكم الذكية سوى تغطية على عجزكم تجاه معالجة الأمور، فالنزاهة بالعمل هي الأساس للتوزيع العادل، ولو كانت النزاهة حاضرة لما وصلنا إلى حالنا هذا..!.

بئس هكذا توزيع، وبئس تمييز أحدث شرخاً في المجتمع السوري، أفضى إلى حالة من الاستفزاز قد تتطور إلى أحقاد بين أبناء المجتمع الواحد..!.

حسن النابلسي

hasanla@yahoo.com