تغيير ثقافة الاستهلاك: الخطوة الأولى من المنتجين والتجار المحليين!

431

شارع المال|

ليست هذه المرة الأولى، التي أكتب فيها عن ضرورة تغيير ثقافة الاستهلاك لدينا…

وقد أثبتت الفترة الماضية أنه لو كان لدينا ثقافة استهلاك أساسها المنتج المحلي، لما كانت العقوبات الغربية مؤثرة إلى هذا الحد على لقمة عيش المواطن السوري..

لكن… لا الجهات الحكومية استطاعت أن تقوم بدورها في المساهمة بتغيير ثقافة الاستهلاك الحالية، ولا القطاع الخاص وفر المقومات اللازمة لتحقيق تلك المهمة، إذ أن تغيير العادات الاستهلاكية لا يتحقق ببث برنامج تلفزيوني واحد أو بنشر مادة صحفية أو بمعرض للمنتجات المحلية…!

في هذه المقالة سوف أتحدث عن مساهمة القطاع الخاص ودوره في تغيير ثقافة الاستهلاك…

إذ لا يمكن إطلاق حملة لتغيير ثقافة الاستهلاك الغذائي للأسرة السورية في وقت أسعار المنتج الوطني أعلى من أسعار المنتج المستورد…. أو أقل جودة ومواصفات!

مثلاً…

سعر كيلو البرغل، المفترض أنه منتج وطني، أعلى اليوم من سعر كيلو الأرز المصري المستورد، فكيف يمكن إقناع الأسرة السورية أن تتحول في طعامها من الاعتماد على الأرز المستورد إلى البرغل المنتج محلياً؟

وللعلم فإن مستوردات البلاد من مادة الأرز في العام الماضي بلغت حوالي 106.8 ألف طن بقيمة تقدر بحوالي 60.7 مليون يورو، وهو مبلغ ليس بالقليل في هذه المرحلة، خاصة وأنه سنوياً يتصاعد، ففي العام 2018 لم تتجاوز الكميات المستوردة آتذاك أكثر من 87.7 ألف طن بقيمة قدرها 50.2 مليون يورو…!

ولا يمكن أيضاً أن إقناع المواطن أن ينحاز إلى المنتج الوطني من الألبسة وغيرها، فيما الألبسة المهربة تتواجد في الأسواق المحلية بأسعار منافسة وبمواصفات جيدة… وكذلك الحال بالنسبة لكل السلع الضرورية العامة؟

لكن ما يحدث أن هناك إصرار على طرح منتج محلي بتكاليف مرتفعة، ومنع استيراد ما يماثله حتى لو تسبب ذلك باحتكار أو بغبن للمستهلك، وكلنا يعلم طبيعة الضغوط المعيشية والاقتصادية التي يواجهه ذلك المستهلك!

إذاً… هناك دور مؤثر للقطاع الخاص، ولا يمكن أن تنجح عملية تغيير ثقافة الاستهلاك من دون خطوات حقيقية وملموسة لزيادة منافسة المنتج المحلي، وتالياً تشجيع المستهلك على الانحياز له في مواجهة المنتج المستورد، وما تفرضه ثقافة الاستهلاك الحالية من عادات “مستوردة” أيضاً….

أما غير ذلك، فإنه من الصعب الحديث عن تغيير سلوكيات وعادات استهلاكية أياً كانت المبررات والحجج، ففي النهاية هناك مستهلك… وعلينا إقناعه بالفعل وليس بالشعارات والأقوال!

سيرياستيبس – زياد غصن