حتى نصل لمستوى الـ”سينكرز”..!

769

حتى نصل لمستوى الـ”سينكرز”..!

كادت إحدى منتجات الشكولا المحلية أن تنافس شكولا سينكرز العالمية من جهة المذاق، لكن ما حال دون ارتقائها للعالمية سوء تغليفها، وذلك على ذمة أحد مفاصلنا الحكومية المعنية بقضايا التصدير، والذي باشر إلى الاتصال بالمُنْتِج يعاتبه “ألا تستطيع الاهتمام أكثر بتغليف منتجك”..!.

ما نود الإشارة إليه هو أن بعض منتجاتنا الصناعية مؤهلة لأن تكون بمصاف نظيرتها العالمية، ولكن قد ينقصها العديد من الخطوات في هذا الاتجاه، وأبرزها حشد الإمكانيات وتوحيد الرؤى ضمن سياق التركيز على المواصفات والمقاييس المعتمدة بدءاً من الجوهر وانتهاءً بالقشور.

وهنا يحضرنا الحديث عن مهارة الحلبيين بتصنيع الجوهر الأساس بعيداً عن التوضيب والتغليف كصناعة صابون الغار، والزعتر الحلبي وغيرها، وحرفية الدمشقيين بالاهتمام بالتغليف والتوضيب وتبرز في هذا المقام صناعة الموزاييك الدمشقي والصناعات التقليدية.

وبالتالي نرى من الأهمية بمكان التكامل بين صناعيي حلب ودمشق وإحداث مزيج بينهما، لإضافة قيمة مضافة على صناعتنا والوصول بنهاية المطاف إلى منتج وطني ذو مواصفات عالمية ترضي أذواق الأسواق الخارجية.

والشيء بالشيء يذكر .. يقودونا الحديث إلى ضرورة إحداث شركات متخصصة بالتسويق ليس للمنتجات الصناعية فحسب، بل للزراعية أيضاً، في ظل ما تعانيه منجاتنا من أزمة تسويق واضحة، فنحن ما زلنا ننتج للاستهلاك المحلي وليس للتصدير والاستهلاك الخارجي، بمعنى أن المنتِج المحلي لدينا لا يراعي أذواق المستهلكين في الخارج، فإنتاج زيت الزيتون لدينا -على سبيل المثال- يحتوي على نسبة عالية من الأسيد، ويعبّأ بعبوات تقليدية لا تتناسب مع متطلبات الاستهلاك الخارجي.

كما أن إنتاجنا من الحمضيات يصل لنحو 1.5مليون طن سنوياً، ومن الزيتون 1.1 مليون طن، ومن زيت الزيتون 275 ألف طن …الخ، وهذا يحتاج إلى أسواق جديدة لدعم الإنتاج والاستمرار به، وهذا لا يتأتى إلا من خلال شركات تسويق متخصصة في هذا المجال، لديها خبرات واسعة في عمليات التوضيب والتغليف التي تعطي المنتَج قيمة مضافة.

ونختم بشهادة أخرى ساقها لنا ذات مرة رئيس غرفة زراعة دمشق تفيد بأن الأخيرة طلبت من أحد التجار السوريين الذي يصدِّر عبر شركته إلى أوروبا منتجات زراعية من دول أخرى، أن يلحظ منتجاتنا السورية في عمله، لكنه رفض الطلب لعدم وجود شركات متخصّصة بالتسويق.

حسن النابلسي

hasanla@yahoo.com