إعتذار بنكهة المليارات…!!.

666

شارع المال.

تساءل الزميل علي عبود ضمن سياق منشور له صفحته على الفيس بوك حول عدم مطالبة أعضاء مجلس الشعب بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق والأسباب التي جعلت وزارة النفط توقع على اتفاقيات تمنح القاطرجي المليارات لقاء إقامته لمصاف تكرير …وإليكم ما كتب عبود… 

إعتذار بنكهة المليارات!!
ولماذا لايستجوب مجلس الشعب وزير النفط ؟

من الغريب جدا أن يطالب أعضاء في مجلس الشعب “زميلهم” حسام قاطرجي بالإعتذار للشعب السوري ، وهم قبل أيام قليلة مرّروا له في المجلس مشاريع تجعله “إمبراطورا” للنفط في سورية!
لانستغرب مع ملايين السوريين أن يتباهى من سيحتكر صناعة النفط للسنوات القادة بنفوذه علنا فينشر على وسائل التواصل الإجتماعية فيديو مستفز يظهر فيه القاطرجي في موكب مهيب فيه عدد كبير من العسكريين كمرافقة له في مشهد استعراضي شبه عسكري يؤدون التحية له يدل ـ حسب توصيف أعضاء مجلس الشعب ـ على التكبر والإستفزاز!
ترى من يستعد لإقامة امبراطورية للنفط وأخرى للسياحة هل سيظهر للناس التواضع .. أم التكبر والسطوة والنفوذ؟
وبدلا من أن يطالب أعضاء في مجلس الشعب “القاطرجي” بالإعتذار للشعب السوري .. لماذا لم يطالبوا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق والأسباب التي جعلت وزارة النفط توقع على اتفاقيات تمنح القاطرجي المليارات لقاء إقامته لمصاف تكرير جديدة وإعادة تأهيل المصافي القائمة وخطوط نقل النفط؟
نعم .. لقد اعتذر القاطرجي في مجلس الشعب قائلا: أقف أمامكم لأقدم كامل إعتذاري على هذا الفيديو والفيديوهات السابقة!
لكنه اعتذار بنكهة مليارات النفط !
كان يمكن أن يتنقل القاطرجي بمواكب مهيبة وشبه عسكرية في طول البلاد وعرضها دون أي ضجيج إعلامي لكن نشره للفيديو ليس غلطة بل فعل مقصود يجيب بشكل استفزازي على كل من سأل: من هو القاطرجي الذي فاز باتفاقيات مع وزارة النفط؟
أليس ملفتا ان أعضاء مجلس الشعب الذين يستفيضون بنقاش مواد في قوانين تتعلق بقضايا الناس والإقتصاد يمررون بهدوء اتفاقيات لمجموعة القاطرجي بالمليارات؟
الملفت أن تفاصيل هذه الإتفاقيات تنقصها الكثير من الشفافية والمكاشفة وهي تتضمن بعناوينها العريضة:
ـ تأسيس شركة مشتركة مساهمة مغلفة خاصة لإنشاء وتشغيل وإدارة مصفاة لتكرير النفط المتكاثف (شركة مصفاة الساحل).
ـ تأسيس شركة مشتركة مساهمة مغفلة خاصة لإنشاء وتشغيل وإدارة مصفاة لتكرير النفط الثقيل”الرصافة”
ـ تطوير وتوسيع مصب النفط بطرطوس.
ـ إنشاء منظومة جديدة لنقل النفط وإعادة تأهيل وصيانة منظومة نقل النفط القائمة.
السؤال هنا : ماالآلية التي نفذتها وزارة النفط لتوقيع هذه الإتفاقيات؟
الا ان السؤال الأهم : لماذا لم تطلب وزارة النفط من دول صديقة وحليفة ولها باع طويل في الصناعة النفطية بتنفيذ هذه المشاريع كروسيا والصين وإيران ؟
الا يؤكد كل ذلك ان التوجه شرقا لايزال مجرد شعار على الورق فقط؟
في كل الأحوال ، قد يكون الفيديو الإستفزازي فرصة ليعلن مجلس الشعب أن الإعتذار لايكفي ويقوم بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق تعد بموجبه تقريرا يتيح لمجلس الشعب استجواب وزير النفط للوقوف على اسباب توقيع اتفاقيات نفطية بالمليارات مع أفراد وليس مع دول او شركات تابعة لها عريقة في عالم النفط!!

بالمختصر المفيد : حتى عندما اعتذر القاطرجي عن فعلته كان اعتذاره أقبح من الذنب الذي اقترفه فهو اعتذار يؤكد المؤكد وهو التباهي والإستكبار والإستفزاز فهو لم يقل أنه نادم على “الموكب المهيب شبه العسكري” !
وإنما أعتذر لأن ( أحد العاملين لديه صور الفيديو من دون علمه)!!
أي أن لدى القاطرجي الرغبة الشديدة بالإستمرار بالتنقل بالمواكب شبه العسكرية على مرأى الناس ، كل الناس .. لكن من دون تصوير شاء من شاء وابى من أبى!!

علي عبود