مدير عام سابق يوضح أسباب “تعفن الحمضيات” المُصدّرة إلى العراق والتي تحدث عنها وزير الزراعة

249
شارع المال|
علق المدير الأسبق لهيئة دعم وتنمية الانتاج المحلي والصادرات المهدي الدالي على تصريحات لوزير الزراعة حول التوجه نحو إقامة سبع قرى تصديرية داخل البلد مخدمة وجاهزة لإنتاج تصديري، واعتبر أن الفكرة جيدة، ولكنه طرح تساؤلاً مفاده: “بعد تجهيز هذه القرى هل ستكون الأسواق الخارجية مستعدة لاستقطاب هذه المنتجات؟.. وهل أنتم قادرونن على تسويق كافة هذه المنتجات خارجياً؟.
أي فلاح لديه الخبرة التراكمية التي تفوق أي صاحب شهادة علمية بهذا المجال ولكن مايؤخره عن الثقافة هي القدرة المادية التي انعدمت والجميع يعلم كيف انعدمت..!
“الدالي” رأى في منشور عبر حسابه في فيسبوك أن البرتقال المتعفن يأتي من عدة أسباب أهمها الحرارة المرتفعة وطول الفترة بين قطاف الثمرة لحين وصولها إلى مائدة المستهلك.
وبحسب المدير الأسبق لدعم الصادرات فإنه “إذا كانت الفترة الزمنية طويلة فكل المنتجات من الخضروات والفواكه ستتعرض لعدة عوامل من فقدان الوزن ومن ثم نضارتها ومن ثم التعفن أياً كانت هذه المنتجات وبغض النظر أين أنتجت في قرية عادية أو تصديرية.
أما عن ارتباط القرية التصديرية بالفلاح المثقف والقادر، اعتبر “الدالي” أن أي فلاح لديه الخبرة التراكمية التي تفوق أي صاحب شهادة علمية بهذا المجال ولكن مايؤخره عن الثقافة هي القدرة المادية التي انعدمت والجميع يعلم كيف انعدمت.
وطرح الدالي مثالاً: “في دول قريبة من سورية والتي بدأت حديثا بالاهتمام بالزراعة، وفروا كل المستلزمات والاحتياجات من المياه والسماد والمازوت وجميع الأدوات والآلات قبل البدء بأي مشروع زراعي وليس بعده وبفترات طويلة.
وتابع الدالي: “المسؤول الزراعي يتحدث عن التصدير والمسؤول الاقتصادي يتحدث عن عدم وجوب الاهتمام بالمنتجات المعدة للتصدير على حساب توفير المنتج للأسواق المحلية..!.
 لاتحدثونا عن الثقافة والقدرة، وأمنوا المواد اللازمة لمدخلات الإنتاج، وافتحوا أسواق خضار وفواكه بالخارج للمنتجات السورية وبتواتر مناسب وصحيح يعطيها صفة الديمومة وبعدها سننجح بدون ثقافة.
وختم منشوره: “يوماً ما لم أستطيع تحقيق ذلك وقد أكون فشلت بتطبيق ذلك كون كنت أحد المعنين بهذا القطاع خلال فترة سبقت لكن أنا متأكد ان العلة ليست بالمنتجات وليست بالفلاح.
اعتبر وزير الزراعة أن الحل بإيجاد قرى تصديرية يتوفر فيها مواد وبنى تحتية وفلاحين مثقفين قادرين على أن يكونوا في هذه المنطقة، وأن يكون هناك منتجات زراعية تتميز بمواصفات إنتاجية جيدة.
وكان وزير الزراعة والإصلاح الزراعي حسان قطنا أعلن منذ عدة أيام عن توجه لإقامة ما يعرف بالقرى التصديرية التي يخطط لتنفيذها في سوريا، كاشفاً عن زيارة له الى سوق الهال في العراق، اطلع فيها على منتجات الحمضيات السورية المصدرة، حيث تبين له أنها كلها تشوبها أمراض وتشوهات ومعبأة بعبوات، لكنها وصلت إلى العراق متعفنة،ما دفعه لـزيارة مركز التوضيب الذي يصدر هذه البضاعة، ولدى سؤاله عن سبب وصول البضاعة متعفنة ومريضة إلى الأسواق الخارجية، فكان الجواب هذه البضاعة الموجودة لدينا!!.
وكان أشار الوزير في تصريحاته إلى أننا في سوريا نتوجع من فشل التصدير منذ 30 عاماً، ومن دون أي حلول، متسائلاً: “هل عجزنا عن إيجاد الحلول والوصول لتجربة ناجحة تتكيف مع حالنا؟، دعونا نرى ما هو الحل”.
واعتبر وزير الزراعة أن الحل بإيجاد قرى تصديرية يتوفر فيها مواد وبنى تحتية وفلاحين مثقفين قادرين على أن يكونوا في هذه المنطقة، وأن يكون هناك منتجات زراعية تتميز بمواصفات إنتاجية جيدة، يتم ربطها بمنظومة متكاملة من الحجر الصحي ونوع البذار ونوع السماد ونوع الممارسات الزراعية والمشرفين الزراعيين، ووحدة موجودة تصديرية هدفها هو الإرشاد، ومكان لإيجاد عقود تصديرية مع الفلاحين حتى الفلاح ينتج لهذا المصدر منتجاً محدداً بمواصفات محددة في مكان محدد ونأمل أن تنجح.
وكشف الوزير قطنا إلى أن القرى التصديرية ستعلن في 7 مناطق في سوريا، وستوضع لها المقومات اللوجستية والإدارية، وسنربطها بمراكز تدريب للفلاحين على ما يحتاجه المصدر، وستضم مراكز توضيب وفرز وبنى تحتية وأماكن لمراقبة جودة الصادرات، كما سيكون هناك شهادات للجودة والمطابقة للمواصفات
المشهد