بقيمة لا تقل عن 1.4 تريليون دولار..أنظمة الثروة الحيوانية تشغل نحو 30% من المساحة العالمية

265

شارع المال|

أخذ الحديث عن الفجوة المعرفية في قطاع الإنتاج الحيواني ومنعكساتها الاقتصادية الكثير من النقاش خلال ندوة الثلاثاء الاقتصادي التي أوضح فيها م. عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الإنتاج الحيواني أن أنظمة الثروة الحيوانية تشغل نحو 30 بالمئة من المساحة العالمية على سطح الأرض وقيمة هذه الثروة لا تقل عن 1,4 تريليون دولار، وتشغل ما لا يقل عن 1,3 مليار شخص على مستوى العالم مبيناً أن قطاع الثروة الحيوانية يسهم بنسبة 1,5 بالمئة من الدخل المحلي الإجمالي على المستوى العالمي، واعتبر قرنفلة أن قطاع الإنتاج الحيواني هو أحد القطاعات الزراعية الفرعية القليلة التي تواكب التوسع الاقتصادي العام، ويدفع هذا النمو إلى عملية صناعية جذرية، تتوسع فيها أحجام العمل، كما تُفصل فيها الثروة الحيوانية عن الأرض التي تسندها وتستخدم لإنتاج الأعلاف، وفي الطرف الآخر من المعادلة – حسب المحاضر – تساهم الثروة الحيوانية «صغيرة النطاق» في تحسين سبل معيشة نحو 600 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع.

قرنفلة أكد في حديثه أهمية إعداد جيل جديد من مربي الثروة الحيوانية مزود بالمعارف والخبرات والأدوات اللازمة لتحديث أنماط الثروة الحيوانية السورية ودمجهم بالمجتمع المعرفي الذي يعتمد مبادئ الزراعة الحيوانية الذكية والزراعة الحيوانية الرقمية التي تضمن تحقيق زيادة إنتاجية للوحدة الحيوانية يعادل أربعة أضعاف إنتاجها الراهن.

وأشار إلى أهمية تحديث تلك الخبرات بما ينسجم مع تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات.. موضحاً مفهوم الفجوة المعرفية وأسبابها محلياً ودولياً وطرق ووسائل معالجتها والأدوات اللازمة لإغلاق الفجوة المعرفية من خلال توسيع خدمات الاتصالات وتوفير أدوات تكنولوحيا المعلومات وتعزيز دور البحوث العلمية.

ضعف الإمكانات

وأكد الخبير قرنقلة أن كل أنظمة تربية الحيوان في الوطن العربي متأخرة عن مثيلاتها في دول العالم المتحضر نتيجة ضعف الإمكانات المقدمة للبحث العلمي والابتكار والتخلف في مجال تكنولوحيا المعلومات والاتصالات مشيراً إلى مفاهيم التربية الحيوانية الذكية والتربية الحيوانية الدقيقة التي تضمن تحقيق رقابة مستمرة للحيوانات بوساطة المستشعرات الحيوية التي يتم تثبيتها على الحيوانات وتقوم بتحديد المؤشرات المتعلقة بصحة الحيوان وكفاءة تغذيته ووضعه الفسيولوجي، وترسل تلك المستشعرات رسائل قصيرة إلى مربي الحيوان عبر الرسائل الهاتفية القصيرة ليقوم بالتدخل بالوقت المناسب واتخاذ التدابير اللازمة لتصحيح أي انحرافات بواقع الحيوان، إضافة إلى احتفاظ أجهزة حواسب عملاقة في كل البيانات التي تسجلها المستشعرات وتقوم بتحليلها وتقديم المشورة لمربي الحيوان، كما قدم مقارنة رقمية بين الإنتاجية المتواضعة للوحدة الحيوانية في ظروف بلدنا ومثيلتها في الدول المتقدمة التي تبنت تكنولوجيا المعلومات حيث حققت الحيوانات في تلك الدول قفزات إنتاجية كبيرة جداً.

المنعكسات الاقتصادية

وتحت عنوان المنعكسات الاقتصادية للفجوة المعرفية بين قرنفلة أن هناك ارتفاعاً في تكاليف إنتاج الثروة الحيوانية مقارنة مع مثيلاتها في الدول المتقدمة مرجعاً ذلك لعدة أسباب أولها الاستخدام غير العلمي وغير النافع اقتصادياً لمدخلات الإنتاج وتبديد قيمتها النقدية إضافة إلى عدم تحقيق المستويات الإنتاجية المخططة أو المستهدفة، كذلك تواضع مستويات الإنتاج ومردود الوحدة الحيوانية والأهم ارتفاع نسب الفاقد في الإنتاج وارتفاع نسب نفوق الحيوانات إضافة إلى ارتفاع تكاليف رعاية الثروة الحيوانية.

غياب الرؤى

ويرى الخبير قرنفلة أن تدهور العائد من الإنتاج الحيواني يعود سببه إلى غياب معلومات السوق واضطرابات العرض والطلب وعدم وجود رؤية تنبؤية واضحة في هذا الإطار مع عدم تحقيق المنتجات الحيوانية للمواصفات القياسية المطلوبة تسويقياً، كما أن هناك تراجعاً واضحاً في الصناعات الخاصة بمنتجات الثروة الحيوانية.

واقع سيّئ للمداجن

وعن واقع المداجن قال: هناك ارتفاع في نسب نفوق الصيصان نتيجة استخدام مستويات مرتفعة من الأدوية التي تسبب تسمماً غذائياً كذلك نفوق الدجاج نتيجة استخدام خاطئ للقاحات وانخفاض نسب الفقس نتيجة عدم الخبرة في إدارة المفقس وانخفاض وزن البيضة إضافة إلى تدهور إنتاج الحليب صيفاً نتيجة ضعف المعارف برعاية الحيوانات، كذلك هناك تدهور نسب الحمل بالأبقار والأغنام والماعز.

حسابات جديدة!

و- حسب المحاضر – هناك اتجاه لإعادة النظر في مختلِف ممارسات تربية الحيوان التقليدية المتبعة وإصلاحها من خلال تسخير التقنيات المختلفة، ومن ضمنها التكنولوجيا الرقمية، بهدف الوصول إلى كيانات إنتاجية ذكية قادرة على التكيف مع الظروف المناخية المختلفة، وفي الوقت ذاته تلبي احتياجات السوق.

وعن مستقبل الزراعة أكد قرنفلة أنه سيُعتمد على تحوُّلها الرقمي موضحاً أن مربي الحيوان سيستفيدون من كل التحولات الرقمية داخل العملية الإنتاجية، وهو ما يساعدهم على التحرر من القلق المتصل بالتغيرات البيئية، ويتيح لهم الحصول على محصول أفضل إنتاجية، كما يكفل لهم القدرة على إدارة قطعانهم بطرق جديدة وفعالة.

وذكر قرنفلة أن الزيادة الكبيرة في إجمالي الإنتاج الحيواني التي حدثت في السنوات الأخيرة تعزى إلى ظهور التقنيات الجديدة والابتكارات وتحسينات العمليات في قطاع الإنتاج الحيواني. وتتراوح هذه من أصناف الأعلاف، والتعزيز الجيني للثروة الحيوانية، والآلات المتقدمة التي تأتي مجهزة بأنظمة تحديد المواقع العالمية، والروبوتات، من بين ابتكارات أخرى. وقد مكن هذا النظام من تحقيق إنتاج يتطلب أقل بكثير من المدخلات التقليدية مثل القطعان والعمالة.

وخلص بالحديث إلى أن تحديث الزراعة واستخدام التكنولوجيا الرقمية قد أديا إلى ظهور مفاهيم جديدة تتعلق بالزراعة الحيوانية الدقيقة والزراعة الحيوانية الرقمية وأخيراً الزراعة الحيوانية الذكية.

الوطن – هناء غانم