لا يبدو أن لدى الحكومة خطة للتعامل مع هذا الواقع الذي جعل معيشة المواطن معدومة

411

شارع المال|

البرغل بدأ ارتفاعاته منذ اليوم الأول لبدء الأزمة الأوكرانية، ولكن كان المطلوب أن تكون الهمروجة للزيت التي تم تنفيذ خطة احتكاره ورفع أسعاره بدقة متناهية وعلى مرأى من وزارة التجارة الداخلية التي شاهدنا حلولها.. ” قريبا السعر بالبطاقة الذكية أقل من السوق.. هاجمنا مستودعات المحتكرين.. لن نسمح برفع الأسعار”

لكن في حقيقة الأمر لم يتدفق الزيت بالشكل المطلوب إلى الأسواق، وارتفع سعره بينما لازالت العائلات تنتظر توزيعه بشكل ملبي على البطاقة الذكية..!.

اليوم البرغل دخل إلى البطاقة الذكية.. وكان يجب أن يدخل مع مكونات محلية أخرى إليها، تشكل سلة عذائية محلية، وكنا نعتقد أن البرغل مكون محلي.. ولكن للأسف ظهر كمكون دولاري..!

في الحقيقة يحبون المكونات “الدولارية ” في سلة المواد المدعومة، وفي الحقيقة أيضا يقدم مسؤولينا اليوم تعريفاً يستحق أن يدرس في الجامعات عن مفهوم الأمن الغذائي.. وهو برأيهم وببساطة كل تلك المواد الغذائية المستوردة والموجودة في المستودعات.. نعم المواد المستوردة.. تخيلوا الأمن الغذائي الذي لطالما اشتهرت به سورية والذي كان مرتكزاً  الى ماتنتجه أرضها الغنية، صار اليوم ما يستورد ويخبئه تجارها في مستودعاتهم..!.

 لاتبدو إدارة الأسواق، ولاتوفر السلع، ولا احتياجات المواطنين، ولاحمايتهم من إرتفاع الاسعار والاحتكار، مستندة إلى نهج علمي وسليم ومستدام.. ولانعتقد أن القائمين على إدارة احتياجات المواطن سيكونون قادرين على الاستمرار بهذا الشكل غير المتوازن والذي غالباً ما يعتمد على ردات الفعل ومنشورات لاتبدو قادرة على الاقناع..!.

اليوم سورية تواجه ارتفاع في الأسعار وحالة تضخم مرعبة، مقابل أجور ودخول غير قابلة ولا أمل بتحسينها في ظل واقع صناعي واستثماري  وخدمي غير قادر على الدوران والعمل بالشكل المطلوب، وما يستدعي القلق هو استمرار الأسعار في الارتفاع في ظل عدم وجود أية آليات حتى لفرملتها.. تجارنا تحت أمر أي متغير خارجي جاهزون في نفس الدقيقة لرفع أسعارهم في سبيل أن لايخسروا قرشاً واحداً..!.

وفي كل ذلك لا يبدو أن لدى الحكومة خطة وخطة بديلة للتعامل مع هذا الواقع الذي طحن الناس وجعل معيشتهم مقلقة بل ومعدومة بدليل مانشاهده من مظاهر اجتماعية خطيرة يطالعنا بها الفيس بوك كل يوم عن جرائم وممارسات غير محمودة وغير مسبوقة ؟

على كلٍ ارتفاع الأسعار بات شبه يومي، إن لم يكن لحظياً، ولانعتقد أن الرقيب بتلك المهارة والأمانة التي تمكنه من ضبط ولو سعر ربطة البصل ولا نعمم..؟.

لنتأكد أنّه بالتصريحات والمنشورات وحتى التهديدات لن تنخفض الأسعار ولا حتى بزيادة الرواتب.. الأمر يحتاج إلى فريق اقتصادي قوي جداً جداً بمعرفته وخبرته الاقتصادية ليقود المرحلة.. فهل ننتظر حكومة جديدة بفريق اقتصادي جديد كلياً.. وسورية مليئة بالخبرات والقادرين لمن سيقول لنا: من أين سيجلبون ناس..؟  

سيريا ستيبس