تغيير هو الأول منذ نحو مائة عام من سيطرة أقطاب محددة على الذهب

961

شارع المال|

متغيرات هائلة بدأت تظهر في سوق الذهب عالمياً مشكّلة وجهاً جديد لتعاملات الذهب عبر بلدان العالم، والبورصات الرئيسية فيه مكرسة في الوقت نفسه أقطاباً جديدة للذهب، في تغيير هو الأول منذ نحو مائة عام من سيطرة أقطاب محددة.

روسيا بدأت بربط الذهب بتعاملاتها (وليس العكس) حيث أبدت مرونة غير مسبوقة في قبولها لمدفوعات زبائنها للنفط والغاز، فبعد اشتراطها سداد قيم نفطها وغازها بالروبل فتحت باباً جديداً للمشترين بقبولها الذهب قيمة لمشترياتهم منها، ما يعني بداية الاستحواذ على جزء مهم من مبيعات الذهب عالمياً، الأمر الذي يشكل كتلة ذهبية هائلة لديها ناهيكم عن تعزيز قيمة عملتها الوطنية وتهميشها العملات الأجنبية التي كانت سائدة وفي مقدمتها الدولار.

نقيب الصاغة غسان جزماتي أوضح أن روسيا كانت قد باشرت شراء الذهب خلال الشهرين الماضيين ما يعزز احتمال عودة روسيا لمعيار الذهب للمرة الأولى منذ أكثر من قرن، معتبراً أن ربط الذهب بمدفوعات الطاقة هو حجر الزاوية في ذلك، لجهة أن قبول روسيا الذهب كثمن مدفوع مباشرة للنفط يعني ربط سعر النفط بالذهب وتهميش كل ما عداه ولا سيما العملات الأجنبية التي كان سعر النفط يقيّم على أساسها.

وبحسب جزماتي فإن حاجة دول العالم للطاقة الروسية وقولها ثمن مبيعاتها بالذهب يعني تدافع زبائن الطاقة لشراء الذهب حتى يسددون القيمة به بدلاً من الروبل (لغير الراغبين بالدفع بالروبل) ما يعني إحداث طلب مهول في أسواق الذهب في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية عرضاً متوازناً، وبالنتيجة تكون روسيا المتربع الأوحد على عرش مخازين الذهب في العالم، وكنتيجة إضافية لذلك سيكون الروبل معززاً أكثر نظراً لتوفر مخزون ضخم من الذهب يغطيه بشكل مباشر.

الثورة