تراجع أسعار النفط بحوالى 5% مدفوعاً بتباطؤ محتمل بالاقتصاد الصيني

372

تواصل أسعار النفط التراجع، إلى أدنى مستوى لها في نحو أسبوعين، لتتراجع العقود الآجلة لخام برنت 5.3% إلى 101 دولار للبرميل، وسجّل خام غرب تكساس الأميركي تراجعات بنسبة 5%، إلى 97.7، ليفقد مستوى 100 دولار للبرميل، وقت كتابة هذا التقرير.

يأتي هذا التراجع مدفوعاً بالجهود الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا التي قد تنهي الصراع الذي سيعزز الإمدادات العالمية، وأيضاً بالمخاوف من تباطؤ محتمل في الاقتصاد الصيني الذي أدى إلى توقعات بتراجع الطلب الصيني على الطاقة.

تراجع أسعار النفط

يتجه كلا الخامين القياسيين إلى أدنى متسويات لهما منذ 28 / شباط، بعد أن صعد كلاهما بنسبة 36% تقريباً هذا العام.

إذ تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في تسجيل أكثر 30 يوماً تقلباً في أسعار النفط منذ حزيران 2020، إذ أدت إلى زيادة المخاوف بشأن الإمدادات حيث حظرت الولايات المتحدة وبريطانيا واردات الخام من روسيا، ثالث أكبر منتج للسلعة في العالم.

فمن ناحية أعلنت الصين الأحد أنها ستغلق المركز التكنولوجي لشينزن، وهي واحدة من أكبر مدن البلاد، إذ يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة، بسبب تفشي كوفيد-19 من جديد، والذي شهد ارتفاعاً في عدد الإصابات في جميع أنحاء البلاد.

ومع كون الصين أكبر مستورد للنفط والغاز الطبيعي المسال والفحم في العالم، أحدثت هذه الخطوة فجوة من خلال توقعات الطلب، مما قلل الطلب العالمي على الطاقة.

ومن ناحية أخرى أشار المحلل في شركة أبحاث الطاقة Rystad Energy، كوشال راميش، إلى أن أسعار النفط تعكس معنويات هبوطية مستمدة من توقعات التطورات الإيجابية في الجولة الأخيرة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، إذ أكدت أوكرانيا، إنها بدأت محادثات “صعبة” مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار وسحب فوري للقوات وضمانات أمنية، على الرغم من القصف المميت لمبنى سكني في كييف.

الجهود الدولية

حظرت الولايات المتحدة واردات النفط الروسي، وقالت بريطانيا إنها ستلغيها تدريجياً بحلول نهاية العام، وروسيا هي أكبر مصدر في العالم للمنتجات الخام والنفطية مجتمعة، حيث تشحن حوالي 7 ملايين برميل يومياً أو 7% من الإمدادات العالمية.

وعلى الرغم من العقوبات، ارتفع إنتاج روسيا من مكثفات النفط والغاز إلى 11.12 مليون برميل يوميا حتى الآن في آذار، . بحسب رويترز.

وقال وزير بالحكومة البريطانية: إن رئيس الوزراء، بوريس جونسون كان يحاول إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط، بينما حث رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، الدول المنتجة للنفط على ضخ المزيد.

وكتب مكتب الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي على تويتر ، اتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على حزمة رابعة من العقوبات ضد روسيا، ولم تشمل صادرات الطاقة الروسية.

أشارت الهند إلى أنها قد تطلق المزيد من النفط من المخزونات الوطنية، وقال مسؤولون هنود إن نيودلهي تدرس عرضًا روسيًا لشراء الخام وسلع أخرى بأسعار مخفضة عبر صفقة بالروبل.

وقال محللون: إن اتفاقا مع إيران قد يضيف مليون برميل أخرى من إمدادات النفط للسوق، لكنهم أشاروا إلى أن ذلك لن يكون كافيا لتعويض تراجع المعروض من روسيا.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: إن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ قرار لإنقاذ اتفاق 2015 النووي مع القوى العالمية، ويخشى البعض من انهيار المحادثات، وقال 49 من أصل 50 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إنهم لن يدعموا اتفاقاً نووياً جديداً.

ومن المتوقع أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع، مما من شأنه أن يعزز الدولار، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار النفط عن طريق جعل النفط المقوم بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأجنبية.

المصدر: Forbes