القماش الدمشقي الفاخر يلف جثامين ملوك بريطانيا وملكاتها!

القماش الدمشقي الفاخر يلف جثامين ملوك بريطانيا وملكاتها!

176

شارع المال|

لا تزال التقارير الإعلامية حول وفاة الملكة إليزابيث الثانية تورد ضمن سياق حديثها عن حياة الملكة، اهتمامها بالأقمشة الدمشقية ولاسيما “البروكار”، في إشارة يتوجب على المعنيين بصناعة الأقمشة تلقفها وإعطاء مزيداً من الاهتمام بهذه الصناعة!

طلب خاص!

لعلّ عامة السوريين كانوا يجهلون ما أوردته هذه التقارير من اهتمام ملكي بما تصنعه دمشق، من قبيل أن ثوب زفاف الملكة إليزابيث الثانية -الذي خطف الأنظار عام 1947- اعتمد على قماش البروكار الدمشقي، وأن القصر الإنجليزي أرسل وقتها طلباً خاصاً إلى السفارة السورية في لندن للحصول على قطع قماش من النسيج الدمشقي المشهور، ليتم تصميم ثوب زفاف الملكة.

أمر رئاسي!

وأمر رئيس الجمهورية آنذاك شكري القوتلي  بإحضار البروكار من معمل المزنر في باب شرقي وتم إرساله مطرزاً خصيصاً لها، ويدعى “عصافير الحب”، وهو منسوج بلون أبيض ومزين برسومات عصافير مذهبة.

وقام المصمم نورمان هارتنيل، بتحويل قطعة القماش المرسلة من دمشق، والبالغ طولها حوالى 12 قدماً إلى فستان جميل، جاء بياقة على شكل قلب، وخصر منخفض من دون أحزمة وتنورة طويلة تصل للأرض، مع تطريزات جميلة من الورود.

ملفوفة بالحرير!

ولم يقتصر الاهتمام الملكي بالأقمشة السورية وهم على قيد الحياة، بل تعداه إلى مماتهم أيضاً، إذ أورد أحد التقارير المتلفزة حول ما ورثته الملكة إليزابيث من 20 قصراً وقلعة بعضها فيه ألف غرفة، ومدى اهتمام ملوك بريطانيا العظمى من أجدادها اهتموا بتشييد قبور فارهة ودفنت معهم المجوهرات، أن جثامينهم سجيّت بالقماش والحرير الدمشقيين الفاخرين!

تأسف وتحذير!

اللافت أخيراً ما حذرت منه التقارير العالمية “متأسفة” -وفق تعبيرها- أن حرفة تصنيع الأقمشة تواجه اليوم خطر الاندثار خاصة بسبب ما تعيشه سورية من أزمة اقتصادية وغلاء المعيشة، بالتوازي مع تراجع عدد آلات الحياكة اليدوية في دمشق، أمام المصانع الآلية التي تعتمد على خيوط ناعمة معدنية بدلاً من خيوط القصب أو الحرير الطبيعي!

فهل من مدرك لما انفردت به دمشق من حرفة كانت محط “اهتمام” عالمي بها، و”تأسف” على ما تشهده من تراجع!