25 % من الحوالات ستزداد في رمضان ونصف السوريين يستفيدون منها

25 % من الحوالات ستزداد في رمضان ونصف السوريين يستفيدون منها

108

شارع المال|

يعوّل خبراء الاقتصاد اليوم على الحوالات الواردة من الخارج عبر شركات الصرافة والقنوات النظامية والتي تضاعفت وتحسّنت في الفترة الأخيرة، وهي خطوة ولو جاءت متأخرة “حسب رأيهم” إلا أنها تحمل تفاؤلاً بعدما تقاربت نشرة الحوالات الرسمية مع السوق الموازية، لكن هذا الإجراء يحتاج إلى خطوات صارمة من البنك المركزي ليتمّ ترجمته على أرض الواقع وتحسّن الأسواق.

خطوة متأخرة

يجد الخبير الاقتصادي شفيق عربش أن الخطوة التي اتخذها البنك المركزي في رفع سعر الحوالات كانت متأخرة، والمفروض كان هذا الشيء يحصل منذ عامين أو أكثر، ففي العام الماضي انخفضت قيمة الحوالات القادمة من الخارج وقدّرت بحدود 7 ملايين دولار يومياً، والفرق بين السعر الرسمي والسوق السوداء في الحوالات كانت نسبته كبيرة تصل إلى أكثر من 60 بالمئة، التي بمعظمها كانت تذهب من خلال قنوات غير نظامية، وهذا الأمر انعكس سلبياً على العائلات والأسر المستفيدة من الحوالات بانخفاض قيمة الحوالات المتدنية، وصارت بالتالي غير قادرة على تأمين متطلباتها المعيشية كون نسبة العائلات المستفيدة من الحوالات ليست بالقليلة والتي تصل إلى أكثر من 65% من المجتمع السوري، مما يعني أن تسعيرة الحوالات النظامية كانت بعيدة كثيراً عن أرض الواقع، لكن عامل الأمان اليوم صار للمواطن أفضل من السابق، حيث قلّت فيه المخاطرة، والحوالات باتت قريبة من السوق الموازية عبر انخفاض الفرق بين السعرين.

وبيّن عربش أن كمية الحوالات في شهر رمضان حسب المعتاد تزداد أكثر من 25 بالمئة عما كان، ومن الطبيعي أن هذه النسبة ستؤثر إيجاباً على حركة الأسواق والطلب على السلع، وتساعد بالتالي على تحسين الدخل المعيشي، لكن للاستفادة من هذه الخطوة حسب -قول عربش- لا بدّ من أن يتوافق ذلك مع إجراءات ضرورية وحتمية من البنك المركزي يستطيع من خلال توظيف كميات الدولار الواردة بتمويل المستوردات للاستغناء عن منصة التمويل بشكل نهائي، ولاسيما أن البنك المركزي يجب أن يكون مستعداً لقطع الطريق على المضاربين في حدوث قفزات سعرية أكبر، فهذه الخطوة تحتاج لقرارات جريئة تساعد الأسواق على التحرك والدوران.

وحول الخطوات التي يجب أن يقوم بها المركزي، أشار عربش إلى أن هذه الإجراءات المركزية تماشياً مع رفع قيمة الحوالات يجب أن تكون متتالية ومترابطة مع بعضها، إذ كلّ فترة يجب أن يقوم المركزي بدراسة الأسواق ومعرفة عملية الطلب والعرض، ليتمّ من خلالها تحريك السعر بشكل واقعي، ويعدلها البنك المركزي عندما تقتضي الحاجة للتغيير، فالسعر الموحّد للأسواق يضبطها من ناحية، ويحسّن القدرة الشرائية ويساهم في تحريك الاقتصاد من ناحية أخرى.

سحب البساط

مدير إحدى شركات الصرافة أوضح أن قيمة الحوالات بالتوازي مع القرارات الحكومية ارتفعت عما كان سابقاً، وباتت شركات الصرافة مهيمنة على السوق وتسحب البساط بالتدريج من تحت أقدام السوق السوداء، وخاصة في شهر رمضان حيث تتضاعف به الحوالات من الخارج. وأشار إلى أنه منذ حوالي شهر حين صدرت نشرة سعر الحوالات بأكثر من 6600 ليرة، ازدادت الكميات الواردة من الحوالات بالخارج لأرقام مضاعفة، وصار المواطن الذي يريد إرسال الحوالات من الخارج والداخل أكثر اطمئناناً من خلال كميات التوريد عبر القنوات النظامية الآمنة كون التحويل عن طريق الوسطاء بات يحمل مخاطرة كبيرة ومجازفة بالأموال المرسلة، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تأتي لجذب الشريحة أو الفئة التي كانت تتعامل مع السوق السوداء مع توفير البيئة الآمنة لاستلام الحوالات دون مشكلات أو معوقات، وهذه الخطوة ستحسّن من قيمة الليرة السورية بالمرحلة المقبلة وتحسّن من الأسواق بعدما تصبح السوق النظامية لها الكلمة الفصل ويتمّ القضاء بها على السوق السوداء، حيث كان يجب أن يكون هذا الإجراء -كما يقول- منذ العام الماضي حين كان الدولار أقلّ بكثير من اليوم.

البعث – محمد العمر