رغم توقف برنامج المساعدات الغذائية.. بسطات السلل الغذائية المنتهية الصلاحية في أوجها!

رغم توقف برنامج المساعدات الغذائية.. بسطات السلل الغذائية المنتهية الصلاحية في أوجها!

34

شارع المال|

شهران مضيا على إعلان برنامج الأغذية العالمي إنهاء برنامجه للمساعدات في سورية مع مطلع العام 2024، وذلك بسبب أزمة التمويل التي أدّت بالفعل إلى تقليص البرنامج لمساعداته، إضافة إلى أن المستوى القياسي للاحتياجات الإنسانية على مستوى العالم ترتب عليه عدم قدرة الجهات المانحة على تقديم المستوى نفسه من الدعم، ومع ذلك لا زالت بسطات بيع هذه السلل الغذائية متمركزة في مكانها غير الخفيّ على الجهات المعنية المُكلفة “ورقياً” بضبط من يُتاجر بها، فعلى مدار سنوات كانت آلاف الأسر السورية تتاجر بهذه السلل من باب الحصول على “مبالغ كاش” كمصدر دخل، الأمر الذي فتح أعين من لا حاجة لهم لهذه السلل واللعب من فوق وتحت الطاولة للحصول على وثيقة تُثبت حاجتهم، إلّا أن ما يدعو للاستغراب هو “زبونات” هذه الأسواق من مشترين وبائعين، فاصطفاف سيارة بموديلها الحديث وخروج مالكها بأيدٍ محمّلة بالبطانيات والمعلبات الخاصة بهذا البرنامج لبيعها في سوق مساكن برزة لأحد “بسطات المعونة” هو ما أثار فضول المارة، ليؤكد البائعون أن أغلب موارد هذه البسطات تأتي مما سمّوه “مافيات”، وأن هذه المافيات لازالت توردهم بالسلل المخزنة بمستودعات، الأمر الذي أفسد الكثير من الأغذية المقدمة من “طحين وأرز وبرغل…”، ومع ذلك فإن الناس ما زالوا يرغبون بارتياد هذه الأسواق كونها أرخص بألف وألفي ليرة من الأسعار النظامية، على مبدأ شرائها و”تنخيل” السوس منها أفضل من شرائها بسعر مرتفع.

ومع تأكيد برنامج الأغذية توقف إمدادات المساعدات، بدأت أسعار المواد التي كانت توزع بالارتفاع بشكل كبير كون الغالبية العظمى من المواطنين كان يعتمد على هذه البسطات لشراء مستلزماته، الأمر الذي لاحظه المستهلكون ولم ينفه أصحاب المحال التجارية، فعلى مدار سنوات الحرب كانت هذه السلل تشكل عبئاً على التّجار المجبرين على خفض سعر المعلبات والحبوبيات بشكل خاص كونها مُتاحة أكثر من غيرها من السلع بأسعار مخفّضة، ليعود توقف البرنامج بفوائد جمّة على التجار من جديد، إلّا أن حبل أمل المحتاجين حقاً من هذه السلل لم ينقطع حتى اليوم، لنتواصل مع وزارة الإدارة المحلية التي بدورها أكدت لنا وصولها خبر توقف برنامج الأغذية عن مساعداته كباقي المواطنين ولا علاقة لها بحيثيات الموضوع المحصور فقط بالبرنامج الذي حاولنا التواصل معه دون جدوى لمعرفة تداعيات توقف البرنامج، وهو سيعاود نشاطه لأسر محدّدة لاحقاً، لنتوجه إلى جمعية حماية المستهلك المعنية بمراقبة “الكوارث” التي حصلت ولا تزال في سوق السلل الغذائية والتي استفاض أمين سر الجمعية عبد الرزاق حبزة بالحديث عنها، ولاسيّما مع حصول الكثير من غير مستحقيها عليها بطرق ملتوية بالتواطؤ مع موزعيها، لافتاً إلى أن الكميات التي لا زالت تُباع اليوم هي مواد مخزّنة وأغلبها منتهية الصلاحية، وتمّ إرسال كتاب إلى المحافظة بشأن هذا الموضوع وتمّ الإشارة خلاله إلى ضرورة التعاون بين المحافظة والتموين والشؤون الصحية من خلال تشكيل لجان مشتركة منهم لإغلاق هذه البسطات بشكل نهائي ومصادرة المواد المُباعة فيها، أو إيجاد وحدات شرطية وضبطهم في مناطقهم الثابتة، ونوّه حبزة بأن آخر شكوى بخصوص السلل المنتهية الصلاحية جاءت من بلدة “سرغايا” وتمّ ضبطها، وتطرق أمين سر الجمعية إلى وجود سلع منتهية الصلاحية لا علاقة لها بسلل برنامج الأغذية دخلت “تهريباً” أو حتى بشكل نظامي إلّا أنها منتشرة بشدة على بسطات الكراجات والبرامكة وغيرها من المناطق المعروفة والتي نسعى لضبطها بشكل مستمر.

البعث – ميس بركات