بيل غيتس: بعد كل عسرٍ دائماً ما يأتي يُسر..و”كورونا” يصحح مسار العالم

608

شارع المال|

أشار الملياردير الأمريكي بيل غيتس، البالغ من العمر 64 عاماً، والذي تبرع الشهر الماضي، بنحو 85 مليون جنيه إسترليني لدعم مكافحة فيروس كورونا،
إلى أن “الجائحة التي عمَّت العالم تُذكِّرنا بأننا جميعاً متساوون، بصرف النظر عن ثقافتنا أو ديننا أو مهنتنا أو وضعنا المالي أو مدى شهرتنا”، فـ”هذا المرض يعاملنا جميعاً على قدم المساواة، وربما يجدر بنا أن نفعل ذلك أيضاً”.

كما أن فيروس كورونا، بحسب رسالة غيتس، “يذكّرنا بأننا جميعاً مترابطون، وأنه ما من شيء له تأثير في شخص ما، إلا وسيكون له تأثير في شخص آخر، ويذكّرنا بأن الحدود الزائفة التي لطالما شيَّدناها ليست لها قيمة، فهذا الفيروس لا يعترف بها، ولا يحتاج إلى جواز سفر لتجاوزها”. وأضاف أنه “يذكّرنا، باضطهادنا لفترة قصيرة، بأولئك الذين يعيشون حياتهم كلها في اضطهاد”.

ويقول غيتس “إنه يذكرنا بأنه إلى أي حدٍّ بات مجتمعنا مجتمعاً مادياً، وكيف أننا في أوقات الشدة الحقيقية، نتذكر أن الضروريات (من طعام وماء ودواء) هي ما نحتاجه حقاً، عكس الرفاهيات التي نعطيها كل القيمة في بعض الأحيان.

بالنسبة للملياردير مؤسس شركة مايكروسوفت، فإن الفيروس يذكرنا بأن أعمالنا الحقيقية ليست وظائفنا، إنها ما نفعله لكسب عيشنا، وليس ما خُلقنا للقيام به، ويقول: “إن عملنا الحقيقي هو أن يعتني بعضنا ببعض، وأن يحمي بعضنا بعضاً، وأن ينفع بعضنا بعضاً”.

كما يذكرنا بألا نبالغ في تقدير ذواتنا وأهميتها، وبأننا مهما ظننا العظمة في أنفسنا أو ظن الآخرون فينا ذلك، فإن فيروساً بإمكانه إيقاف عالمنا بالكامل، وبأن قوة إرادتنا الحرة إنما هي أمر بأيدينا.
إذ بإمكاننا اختيار التعاون ومساعدة بعضنا بعضاً، والمشاركة والعطاء وتقديم الدعم لبعضنا الآخر، أو بإمكاننا اختيار الأنانية واكتناز كل شيء والعناية بأنفسنا دون مبالاةٍ بغيرنا، يقول غيتس: “ولا شك في أن الشدائد هي التي تبرز معادننا الحقيقية”.

ويذكّرنا بأننا يمكننا التحلي بالصبر، وبألا نستسلم للهلع، إذ يمكننا أن نستوعب أن مواقف كهذه قد وقعت مرات عديدة من قبلُ في التاريخ وستمر كغيرها، أو نختار أن نستسلم للذعر ونتصور أن هذه نهاية العالم؛ ومن ثم نتسبب في ضررٍ أكبر بأنفسنا.

الملياردير الأمريكي يضيف في رسالته، أن هذه الأزمة بالإمكان أن تكون نهاية أو أن تكون بداية جديدة لنا. ويمكن أن يكون هذا وقتاً للتدبر والفهم، نتعلم فيه من أخطائنا، أو يمكن أن يكون حلقة أخرى في دورة مستمرة حتى نتعلم في النهاية الدرس الذي يُراد لنا أن نتعلمه.

كما أشار إلى أن الجائحة تذكرنا بأنه بعد كل عسرٍ، دائماً ما يأتي يُسر، فالحياة دوّارة، وهذه مجرد مرحلة في هذه الدورة العظيمة. لا حاجة بنا إلى الهلع، فكل هذا حتماً سيمر أيضاً. وأكد أنه في حين أن كثيرين يرون في فيروس كورونا “كوفيد-19” كارثةً عظيمة، “فإنني أفضّل أن أراها مُصحِّحاً عظيماً”.