شارع المال|
اعتبر الصحفي والكاتب يعرب العيسى أن الاستثمار في مجال الاتصالات هو “استثمار قصير الأجل” بالنسبة لأصحابه كائناً من كانوا فلا تتوقعوا منهم ولهم الكثير، ولا دلالة على ذلك أكثر من الجواب على سؤال بسيط جداً: متى كانت آخر مرّة سمعتم فيها عن دولة أطلقت أو رخّصت مشغلاً جديداً للاتصالات الخليوية؟
وأضاف العيسى في منشور له على حسابه في الفيس بوك، أن الأمر برمّته قليل الأهمية بالمعنى الاقتصادي والاستثماري والتقني، فهذه تقنية تلفظ أنفاسها الأخيرة، ولم يبق في عمرها سوى بضع سنوات، وكما اختفى “السي دي” وانترنت “الديل آب” وقبلهما الفلوبي وشريط الكاسيت واختراعات آبل المبكّرة، ستنتهي هذه التقنية لصالح تطبيقات الاتصال عبر الانترنت، وسيغطي الانترنت المدن بمظلات كبيرة، وستغطي الأقمار الصناعية ما تبقى من الكوكب بالتدريج.
وقال العيسى: ستنشر مئات المقالات وآلاف التعليقات عن مشغل الخليوي الثالث في سورية. سيسخر البعض من رداءة الخدمة، وسينكش البعض جملاً ملتبسة في صك الترخيص، وسيخمّن آخرون المالكين الحقيقيين للشركة المشغّلة، وسيربط البعض بين شراكات المشغّل المالية والتقنية وبين الخارطة السياسية لسورية وللاقليم، وستجرد إحدى الفضائيات الأصول الطائفية لأعضاء مجلس الإدارة، وستهتم مواقع الكترونية بموردي الخدمات للشركة الجديدة، وسيهتم نافذون بتوظيف بناتهم في الشركة الجديدة، وسيثبت البعض أن الشركة تتجسّس علينا، وهكذا وهكذا.. ولكن. وقبل كل ذلك: “الله يطعمكم الحج والناس راجعة”.
وختم العيسى منشوره: أساساً لو قرر رجلٌ ما في عام 2022 أن يفتتح مشروعاً كبيراً لصنع السروج وحدوات الخيل فمن الطبيعي أن يطلق عليه اسم: الأصالة، العراقة، جدودنا، أو وفا.