ارتفاع أسعار القمح إلى مستويات قياسية مدفوعة بحظر الهند لصادراتها..!.

287

شارع المال|

استمرت أسعار القمح في الارتفاع إلى مستويات قياسية، الإثنين، بعد أن فرضت الهند، ثاني منتج في العالم، حظراً على صادرتها، ما أدى إلى اضطراب الأسواق العالمية، وفاقم الضغوط على تكاليف الغذاء، في ظل شح الإمدادات العالمية.

وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن العقود الآجلة المتداولة في شيكاغو ارتفعت إلى 12.47 دولاراً للمكيال، وبنسبة 5.9%، وهو أعلى مستوى لها في شهرين.

وأشارت إلى أن أسعار القمح شهدت هذا العام، ارتفاعاً تجاوزت نسبته 60%، مدفوعة بالاضطرابات التي خلفها الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ توفر الدولتان الأوربيتان ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية.

وتمكت الهند، ثاني أكبر منتج للقمح في العالم بعد الصين، من سد هذه الفجوة التي ضربت الأسواق والتي خلفها تراجع الإنتاج الأوكراني.

وأدى قرار الهند إلى زيادة المخاوف على إمدادات الحبوب في العالم، وتأثيره على الإنتاج الأوكراني والروسي.

ولكن بعد نفيها وقف الصادرات، تراجعت الهند عن هذا المسار نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن قفز التضخم المحلي إلى أعلى مستوياته في 8 سنوات، على خلفية ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقالت نيودلهي: إنها ستطبق الحظر مع بعض الاستثناءات “من أجل إدارة الأمن الغذائي العام للبلاد، ولدعم احتياجات الدول المجاورة وغيرها من الدول شديدة الحاجة”.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن روبرت رينيه، الرئيس العالمي لاستراتيجية السوق في بنك “ويستباك” الاسترالي، قوله: إن “هذا الحظر يؤدي فقط إلى تفاقم مخاطر نقص الغذاء، خصوصاً بالنسبة للدول النامية”.

ورجح رينيه أن يلحق تأثير الحظر أضراراً بالغة بالأسواق النامية في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بعد أن تحركت الدول المتقدمة لتعزيز الإمدادات.

وجاء هذا التحول المفاجئ، بعد شهرين من موجات الحر الشديدة التي اجتاحت الهند، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية في مساحات شاسعة من الحزام القمحي، مع العلم بأن فترات الراحة من موسم الرياح الموسمية السنوي، ربما لا تزال على بُعد أسابيع.

ودفع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود أيضاً بـ”بنك الهند” إلى رفع معدلات الفائدة هذا الشهر، لأول مرة منذ 4 سنوات.

وقال توبين جوري، مدير الاستراتيجية الزراعية في بنك “الكومنولث” في أستراليا: إن حظر تصدير القمح سيؤدي إلى “تغيير شكل الأسواق العالمية”، مرجحاً أن التداول “سيحتاج إلى استبدال بعض القمح الهندي الذي لا يزال في قوائم الانتظار على أقل تقدير”.

وتم الإعلان عن حظر الصادرات بعد أيام فقط من توقعات وزارة الزراعة الأميركية بأن ينخفض إنتاج الأمن العالمي لأول مرة منذ 4 سنوات في 2022 – 2023.

وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة هذا الشهر، إن الحرب في أوكرانيا كشفت عن “هشاشة” سلاسل التوريد العالمية أمام الصدمات المفاجئة، وما يتبع ذلك من عواقب وخيمة على الأمن الغذائي.

المصدر: اقتصاد الشرق