أكاديمي: المصرف المركزي يصحح قراراته السابقة تدريجياً

أكاديمي: المصرف المركزي يصحح قراراته السابقة تدريجياً

118

شارع المال|

نقلت صحيفة الوطن عن الدكتور حسن حزوري أن مصرف سورية المركزي بدأ منذ أسبوعين تقريباً بتصحيح تدريجي للأخطاء السابقة، وما قام به يعتبر خطوات جريئة وجادة تضمنت ذهنية جديدة وتحولاً كبيراً في مقاربته لسعر الصرف والمواضيع الاقتصادية.

وأشار حزوري إلى أن أهم القرارات الصادرة تتلخص بإمكانية احتفاظ المصدرين بالقطع الناجم عن صادراتهم لتمويل مستورداتهم ومكافحة التصدير الوهمي، ورفع سقف السحب النقدي من البنوك إلى 15 مليون ليرة، كذلك السماح بانتقال الأموال إلى حدود 15 مليوناً بعد أن كانت بحدود 5 ملايين ليرة وهي بمجملها قرارات تؤدي إلى فتح الأسواق لمزيد من المنافسة، وتخفيض التكاليف وتخفيف القيود والعراقيل والتعقيدات أمام المستوردات، كل ذلك سيؤدي إلى توافر السلع والمواد الأولية بكميات أكبر وبتكاليف أقل.

واعتبر حزوري أن أهم القرارات الجريئة تمثلت بالقرارين رقم 144 و145، المتضمنين إصدار نشرة أسعار جديدة للصرافة والحوالات تتضمن شراء الحوالات الخارجية الواردة عبر المصارف بالسعر المتداول، وهذا سيجعل معظم الحوالات الخارجية تدخل المنظومة المصرفية النظامية ويستفيد منها المصرف المركزي بدل أن تذهب لجيوب تجار السوق السوداء والمضاربين، وأيضاً السماح للبنوك العاملة وشركات الصرافة بشراء الدولار من المواطنين من دون تحديد أي سقف بالسعر المتداول أيضاً من خلال نشرة يومية، ولاسيما أن هناك قسماً من المواطنين يستخدمون مدخراتهم بالقطع الأجنبي لمواجهة متطلبات الحياة المعيشية.

وأشار حزوري إلى أن أهمية هذين القرارين تتمثل بالقضاء تدريجياً على السوق السوداء من خلال جذب الحوالات إلى القنوات الرسمية والقانونية وعبر تشجيع المواطن للذهاب والتعامل مع السوق الرسمية عبر إعطائه سعراً مجزياً وبعمولة سقفها 2% إن كان المواطن يرغب بأخذ الحوالة بالعملات الأجنبية، أو يتنازل عنها للمصرف أو شركة الصرافة بسعر معادل بالليرة السورية، كما يحق للمواطن فتح حساب مصرفي بالعملة الأجنبية لحفظ الحوالات بالعملة التي وردت فيها أو بالليرة السورية لمن يرغب. لذا أصبح صاحب أي فعالية اقتصادية غير مضطر للذهاب إلى صراف غير مرخص ليقوم بتحويل دولاراته أو أي عملة أجنبية إلى الليرة السورية، مع تحمل المخاطرة، وهذا سيؤدي لرفد الخزينة بالعملة الصعبة والمساهمة بضبط سعر الصرف وتخفيف من حدة المضاربة واستنزاف القطع الأجنبي لمصلحة السوق السوداء.

وقال حزوري: إن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الإعلام الرسمي وغير الرسمي لتسويق القرارات الجديدة للمغتربين السوريين الذين يقومون بعمليات التحويل، والذين كان قسم كبير منهم يحول عبر طرق غير نظامية وبعمولة قد تصل إلى 10%، على حين التحويل عبر القنوات الرسمية عمولته القصوى 2%  مع توافر كل عوامل الأمان.

كذلك القرار المتضمن السماح للمستوردين بتمويل مستورداتهم بالطرق المناسبة داخلية أو خارجية، دون إلزامهم بالتمويل عن طريق المنصة، وهذه خطوة أولى ونأمل أن تليها خطوات تؤدي إلى إلغاء المنصة بشكل كامل والعودة للتمويل عبر المنظومة المصرفية بالنسبة لعمليات الاستيراد والتصدير، لأن المنصة كانت مسؤولة عن ارتفاع التكاليف وبالتالي زيادة الأسعار والتضخم، نتيجة قيام المستورد بتسديد قيمة البضاعة المستوردة مرة بالقطع الأجنبي وثانية بالليرة السورية وثالثة بتحمل فروقات سعر الصرف.

وتمنى حزوري أن يتم توحيد سعر الصرف بسعر واحد بدل أن يكون لدينا نشرات متعددة، وهو ما يحقق استقراراً في أسعار الصرف والبضائع معاً ويجعل المواطن بحالة ثقة أكبر ويساهم بتوجيه الأسعار نحو الاستقرار إضافة إلى مساهمته بتعزيز دخول رؤوس الأموال إلى البلد.

والمطلوب من المركزي الاستمرار بتعزيز الثقة بالمنظمة المصرفية، وعدم السماح لبعض المصارف بتجاوز التعليمات، ومعاملة الزبائن بمستوى واحد.