في زمن انحسار الرعيل الأول هل لدينا في سورية رجال أعمال حقيقيين…؟

912

شارع المال – حسن النابلسي

لنتفق بداية على أن المعنى الحقيقي لمصطلح “رجل الأعمال”، يندرج ضمن ثلاث مستويات لتكوين الثروة يتمثل الأول بإقامة مشاريع صغيرة أو متوسطة عدة في بلاد الاغتراب تم تطويرها حتى أصبحت رقماً صعباً في عالم المال والأعمال، ثم عاد إلى بلده الأم ليستثمر فيها حتى وصل إلى مرحلة أضحى فيها أحد أبرز أركان الاقتصاد الوطني كالدكتور إحسان البعلبكي.

المستوى الثاني تكوين الثروة في بلده الأم عبر مشاريع تجارية وصناعية كرجل الأعمال بهاء الدين حسن.

المستوى الثالث  تكوين الثروة من خلال المزج بين العلم والعمل بالتوازي مع ما وفرته البيئة التي يعيش فيها من مقومات تساعد على تطوير النشاط الاقتصادي كالدكتور راتب الشلاح الحاصل على ماجستير في الفلسفة والسياسية والاقتصاد من جامعة أوكسفورد- انكلترا، ودكتوراه في المالية وإدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا – الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى أنه سليل عائلة تجارية معروفة.

ما سبق يعني أن رأس المال لا يأتي إلا عبر مسيرة وجهد مضني يؤصل الثروة المكونة من جهة، وينبئ للأسف –من جهة أخرى- بانحسار طبقة رجال الأعمال المؤصلين على حساب ظهور نظراء لهم بشكل مفاجئ ..!.

أمام هذا الواقع يبرز رأيان..الأول يحذر من الانعكاسات السلبية لانحسار الرعيل الأول من رجال الأعمال على التنمية الحقيقية، كون أن رواده لم يتصدروا الواجهة إلا بعد عناء طويل.

بينما يبث الرأي الثاني جرعة من التفاؤل بتبنيه نظرية أن الـ”طفرات” لا تدوم، نظراً لهشاشة أساسها القائم على ثروة لم يتم تكوينها من مشاريع تنموية حقيقية.

وفي خضم هذا المشهد نجد أن سمة “الطفيلية” لا تزال ملازمة لقطاع الأعمال الذي لم نشهد له ذلك الدور الموائم لسمة “الشراكة” مع الحكومة في العملية التنموية…ولعل هذا الأمر يتبدى واضحاً من خلال سلسلة الاجتماعات المتكررة للحكومة مع رؤساء وأعضاء اتحادات الغرف، إذ لم يرشح عن هذه الاجتماعات أية مبادرة تنموية حقيقية تنفي سمة “الطفيلية” عن هذا القطاع والذي –للأسف- لا يزال يسير على نهج استدرار العطف الحكومي، لاسيما لجهة عدم التواني عن طلب المزيد من “الإعفاءات والتسهيلات والدعم..” وغيرها من الامتيازات ذات المنعكس أحادي الجانب لصالحه فقط..!.