تراجع عدد الأغنام إلى ما دون الـ17 مليون رأس.. والأبقار بحدزدها الدنيا..!

387

شارع المال|

أكد دياب عبد الكريم رئيس اتحاد الفلاحين السابق في الحسكة أنه إضافة إلى دفع الضرائب مقابل عبورنا بالقطيع نحو المراعي، يأتي الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف والتبن والرعاية البيطرية وغيرها، ملخصاً مشهد تراجع الثروة الحيوانية بقوله 🙁 الأغنام تأكل بعضها) بمعنى؛ بات المربي يعمد إلى بيع جزء من قطيعه حتى يستطيع إطعام القطيع المتبقي، إذ يصل سعر الطن الواحد من التبن إلى مليون ونصف المليون ليرة بعد أن كان في السابق لا يتجاوز المئة ألف ليرة ، مبيناً أن قطيعه كان في السابق يصل لنحو خمسة آلاف رأس وتراجع في الوقت الحالي إلى النصف ، ناهيك بالجفاف الذي يعم المنطقة ، ما يعني أن الوضع مأسويّ على المربي .

تختلف الأسباب
في الداخل (ريفي محافظتي حمص وحماة) تختلف أسباب تراجع الثروة الحيوانية عن غيرها ، إذ تدور الأسباب حول ارتفاع أسعار الأعلاف أولاً .. يؤكد أبو حسين – مربي أبقار من منطقة الغاب أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تناقص الثروة الحيوانية ، إذ وصل سعر طن الأعلاف إلى أرقام خيالية، مبيّناً أن خسارته اليومية تصل إلى أربعين ألف ليرة مقابل تربية أبقاره ، كما أن المردود المادي من بيع الحليب لا يعوّض التكاليف والتعب الذي يتكبده .
حسب الأرقام
رئيس مكتب الإحصاء والثروة الحيوانية في الاتحاد العام للفلاحين جزاع الجازع يؤكد أنه وفق إحصاءات 2021 تراجعت الثروة الحيوانية تراجعاً كبيراً ، إذ تراجع إجمالي أعداد الأغنام إلى أقل من 17 مليون رأس فقط ، في حين تراجع عدد الأبقار إلى حدوده الدنيا، وعزا ذلك إلى الأسباب المعروفة من ظروف الحرب و غيرها ، و يأتي موضوع محدودية دعم مؤسسة الأعلاف ، الأمر الذي يفرض على الجهات المعنية فتح دورات علفية جديدة وزيادة الكميات المخصصة من المقنن العلفي.
قطع خطوط التواصل

يعد الباحث في الشؤون الزراعية اسماعيل عيسى أن الحرب تقف في أول أسباب تراجع الثروة الحيوانية، ثم الجفاف الذي أصاب المنطقة وأدى إلى تدهور المراعي ، إضافة إلى أن الجهات المعنية لم تستطع طوال هذه السنوات حماية المراعي التي أنشأتها في فترات سابقة ، لذلك تم الاعتداء عليها من جميع الأطراف من المسلحين ومن الناس العاديين، ليأتي السبب الأهم وهو قطع خطوط التواصل ما بين الجزيرة (أي ما بين يمين الفرات وشماله ) ، ناهيك بالضرائب الكبيرة التي تقصم ظهر المربي وهذا وحده كافٍ لإجبار المربي على بيع قطيعه.
يؤكد الباحث عيسى أن لمؤسسة الأعلاف دورها السلبي، إذ لا يوجد استيراد للأعلاف ولا حتى زراعة لها ، ناهيك بالتلاعب في توزيع الحصص في مادة الأعلاف للمربين باعتبار أنه لا توجد أرقام حقيقية لأعداد الأغنام ، لذلك يصبح المربي عاجزاً تماماً عن تأمين استمرارية تربية ماشيته .
ويقترح في ختام حديثه أنه يجب إعادة النظر في الواقع الاقتصادي، وسياسة الجهات المعنية في هذا الموضوع ، فبلدنا زراعي، ويعتمد على الزراعة ، فهل يعقل أن يشتري الفلاح كيس السماد بمئة ألف ليرة ؟!!
سوء إدارة الموارد
الخبير التنموي أكرم عفيف يؤكد أن قطاع التربية الحيوانية ولاسيما الأبقار شهد تراجعاً كبيراً وكذلك الثروة الحيوانية في المنطقة الشرقية ليأتي غلاء الأعلاف وصعوبة تأمينها لارتباطها بسعر الصرف، والأهم غياب ثقافة التصنيع والاستهلاك و سوء إدارة الموارد، وهذا ما تتحمل مسؤوليته الجهات المعنية بشكل أو بآخر ، فكل تلك العوامل أدت لتراجع قطيع الأبقار، وأصبح المربي عاجزاً تماماً ، كما أن الأغلبية اتجهت لبيع أبقارها لعجزها عن تأمين مستلزمات تربيتها.
خطة تنموية
يؤكد الخبير عفيف أن الموضوع يحتاج تنظيم قطاع الإنتاج الأسري من خلال خطة تنموية تساعد المربي على تسويق منتجاته مع هامش ربحي معين ، ثم نعمل على البدائل العلفية، لافتاً إلى إطلاق مبادرة لشراء الحليب بأعلى سعر وتأمين الأعلاف بسعر أقل، وتسهيل نظام الإقراض لشراء الأبقار، والأهم إيجاد نظام تأميني للأبقار لتعويض المربي عن أي خسارة يتعرض لها ، والعمل على تصنيع الحليب في أماكن الإنتاج .

35 % دعم حكومي

تؤكد وزارة الزراعة في تصريحات لها تراجع أعداد الثروة الحيوانية بنسبة 40% ، إذ بلغت قيمة الأضرار لهذا القطاع خلال الحرب 5.5 مليارات دولار ، مشيرة إلى أن هذا القطاع لا يزال قائماً لاتباع الحكومة جملة من الإجراءات لترميم قطعان الثروة الحيوانية ، منها استيراد الأبقار وتوزيعها على المربين بدعم حكومي يصل لنحو 35% ، إضافة إلى إنشاء مراكز ومحطات لإنتاج الأغنام من قبل الهيئة العامة للبحوث العلمية وتوزيعها على المربين عن طريق مشروع تطوير الثروة الحيوانية ، مع العمل على توزيع قروض عينية على المربين وتطبيق برامج التقنيات الحديثة في إنتاج الأعلاف ، وغيرها من الخطط التي من شأنها تشجيع المربين على الاستمرارية في تربية ماشيتهم .

تشرين – بادية ونوس