تداعيات وقف إمدادات الغاز الروسي على منطقة اليورو!

تداعيات وقف إمدادات الغاز الروسي على منطقة اليورو!

198

فرض وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا تداعياته على المشهد الاقتصادي والخدمي والمعشي في منطقة اليورو، وبدأت دول الاتحاد الأوروبي تتأهب للواقع الجديد، والبحث عن خيارات تقيها شرّ هذا الوقف!

بدائل!

في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأوروبية لإيجاد بدائل عن الغاز الروسي، تبقى دول أخرى بحاجة لهذا الغاز “كألمانيا مثلاً”، والتي تحاول تعبئة مخزونها من هذه المادة قبل فصل الشتاء القادم!.

أكبر مستهلك!

ولكون ألمانيا من أكبر الدول الأوروبية استهلاكاً للغاز الروسي، فإنها تتجه نحو استيراد الغاز من دول مثل الدنمارك وبريطانيا والنرويج وهولندا عبر خطوط الأنابيب، مع الإشارة هنا إلى أن خط أنابيب يامال يعبر كل من – بيلاروسيا – وبولندا  وصولاً إلى ألمانيا، بطاقة تبلغ 33 مليار متر مكعب، أي ما يعادل حوالى سدس صادرات الغاز الروسي إلى دول أوروبا.
في المقابل تُعدّ النرويج ثاني أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد روسيا، وبالتالي فإنها تشتغل على رفع إنتاجها من الغاز لمساعدة الدول الأوروبية وتنفيذ خطتها الرامية إلى إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي في العام 2027.

خيارات!

هذا المشهد دفع بشركة Centrica البريطانية إلى توقيع صفقة مع شركة Equinor النرويجية، بغية توفير إمدادات إضافية خلال  فصول الشتاء الثلاثة القادمة، علماً أن بريطانيا على الغاز الروسي، ولكن يمكنها التصدير إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب.

ومن الخيارات الممكن اعتمادها لتلافي حدة تداعيات هذا الواقع الجديد، أنه يمكن لجنوب أوروبا استقبال الغاز الأذربيجاني عبر خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا،  وكذلك خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول عبر تركيا.

ولم تكن الولايات التحدة غائبة عن هذا المشهد، إذ سبق وأعلنت إمكانيتها لتوريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام.

معطيات!

يبدو أن ثمة معطيات لا يمكن التغافل عنها، تزيد من صعوبة المشهد، فرغم كل هذه الخيارات، لا يمكن القفز فوق حقائق واقعية تؤكد محدودية أوروبا لجهة امتلاكها “محطات الغاز الطبيعي المسال”، وبالتالي فهي غير قادرة على مسايرة الواردات الإضافية!.

وكان لفرنسا رأي في هذا المجال مفاده جعل محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة عائمة، فهو – من وجهة نظرها – الخيار الأسرع والأرخص مقارنة بخط أنابيب جديد، جاء ذلك على خلفية طرح إسبانيا تفعيل مشروع لبناء خط ثالث للغاز عبر جبال بيرينز!.