ماذا يفعل المسؤولون السوريون إزاء التضخم في موزمبيق؟!

630

شارع المال.

الدولار ارتفع والعملة الوطنية تنهار، وأعظم ما نرجوه من حكومتنا هو التدخل بسعر الصرف، أما أضعفه فتفسير لما يحدث أو وعد بالاستقرار، وأما ما فعلته الحكومة فهو عدولها عن الاثنين معاً.
منذ الهبة الأخيرة للدولار، وأعيننا مسمرة على الموقع الرسمي للمصرف المركزي، غير ان هذا لم يزدنا إلا حيرة وبلبلة، لا سيما بعد أن قرأنا هنا نداء مستعجلاً يعلن فيه المصرف وللمرة الثالثة عن.. احزروا ماذا؟.. “عن الحاجة وبالسرعة الكلية لإجراء مناقصة لتأمين أكياس نايلون”!!.
الصفحات التي اعتدنا أن نعرف من خلالها حال عملتنا الوطنية امتنعت عن نشر أسعار الصرف لتنفي عنها تُهم المضاربة في السوق السوداء، وهكذا لم يبق أمامنا سوى موقع المصرف المركزي الموثوق والرسمي، فندخله آملين إيجاد ما ينهي ضياعنا ويلبي رغبتنا بمعرفة ما الذي يحدث وإيجاد ما يطمئن ويريح البال.
في الصفحة الرئيسية تجد في قسم “آخر الأخبار” مجموعة أخبار تتقلب متتالية، تقرأها مسرعاً قبل أن يغيب أحدها عن ناظريك خوفاً من ضياع ما قد يفسر الحالة “التعبانة”، لكن وقبل أن تنتهي تشعر بالسأم، فلا شيء هنا يخص ما يحدث، جميع الأخبار هي إما إعلانات مناقصة، كانت إحداها لأكياس النايلون، وإما أخبار يعود أحدها للشهر الثاني من هذا العام الذي يوشك على الانتهاء، وبقيتها تختص بأمور تهم المصرف المركزي والمصارف حوله، وكأنها تقول لك: “ما شأنك أنت لتدخل إلى هنا وتقرأ كل هذا”!.
تزيح نظرك عن ذلك القسم الذي لا يخصك، نزولاً إلى القسم الذي يليه، فربما تجد ما يهتم بشأنك على اعتبار أنك كائن بشري وموجود في هذا البلد كأحد مواطنيه، أي أحد أهم مكوناته، ومفترضاً بأن لك الحق في معرفة سبب دفعك كومة نقود إضافية كنتيجة لارتفاع قيمة كل شيء (ما عداك) ودون مبرر، ولكن عبثاً تبحث عما يُعنى بتساؤلاتك أو يطلعك على كواليس ما يحدث خلف هذه المسرحية الهزلية التي تعيش أنت فيها وتعاني منها، تبحث عن تبرير.. تفسير.. اعتذار (لا سمح الله) عن عدم السيطرة على وضع العملة والذي أدى إلى إغلاق عدة أسواق كنتيجة لارتفاع الأسعار، بحيث لم يعد صاحب المحل يعرف سعر سلعه، بكم سيبيعها اليوم وإذا باعها اليوم فبكم سيشتريها هو غداً.
الأسئلة التي تدور في ذهنك هي ذاتها تدور في ذهن كل من خاض تجربة الدخول إلى موقع المصرف المركزي، هل المصرف فعلاً مازال يعيش في مدينته الفاضلة حيث سعر صرف الدولار لا يزال 434 ليرة؟ أم أنه يعرف ما يدور ويتجاهل ذلك ويتصرف وكأنه انهيار عملة المتكال الموزمبيقي وليس الليرة السورية؟.
إن لم يكن يعرف فتلك مصيبة، وإن كان يعرف ولم يقل لنا فالمصيبة أكبر. ولكن تتبدد أسئلتك تلك بعد أن تجد خبراً يوحي لك بأن المصرف يعرف ما يحدث تماماً، بالإضافة إلى أنه مدرك لحجم الكارثة التي ستأتي عليك إذ لم يتحرك، ولكنه (حمداً لله) تحرك وفعلاً تجد أن المصرف توجه لتعديل قائمة المواد المستوردة والممولة منه، ليتم التركيز على المواد الأساسية للمواطن (سكر، رز، زيت، متة، بيض) بهدف تحقيق الاستقرار الغذائي والدوائي (لأخوته) المواطنين.. ويضيف المركزي ليزيدك اطمئناناً أنه إلى جانب تلك المواد الأساسية سيتم تلبية الاحتياجات من التونة والسردين.
لابد أنك شعرت بالاطمئنان الآن وتأكدت أنك ستبقى على قيد الحياة، فكل المواد الأساسية ستؤمن لك، حتى لو كلفهم الأمر هدر العملة الصعبة والنفيسة لأجلك، ولا بد أنك اطمأننت بأن الحالة تعبانة فقط وليست مزرية كما كان يهيأ لك.
كما أنه لابد أنك قد تأكدت من أن المصرف المركزي (عارف بس ساكت) ولكنه يتحرك لمصلحتك، فإمكانك الآن أن تحظى بنوم هادئ ومستقر، ولتترك الأرق للمصرف الذي يسهر على راحتك وحراسة أحلامك السعيدة!.

مروة ياسين – الأيام