من يقود الغرفة؟!

من يقود الغرفة؟!

162

حسن النابلسي

لعلّ الاجتماع الأخير لمجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، لامس نسبياً الوجع الحقيقي لهذه الغرفة العريقة وإن فشل بمعالجته..!

القصة باختصار.. أنه وبعد توافق أغلب أعضاء المجلس على إعادة انتخاب رئيساً جديداً لها -قبل الاجتماع بأيام- وانتخاب بديلاً عنه، اختلطت الأوراق داخل الاجتماع، وتم العدول عن إثارة هذا البند المُدرج مسبقاً على جدول الأعمال، لتسيير الأمور وفق مسارها الروتيني..!.

لم يخف عدد من الأعضاء استيائهم لما حصل، وإظهار تحفظهم الشديد على مسوغات العدول عن التصويت لإعادة انتخاب رئيس الغرفة، والتي تمحورت بالدرجة الأولى حول “أن لا تكون هذه سابقة بتاريخ أعرق غرفة في المنطقة العربية، وأن رئيس الغرفة هو رمز للتجارة السورية لكونه أيضاً رئيساً لاتحاد غرف التجارة السورية، وبالتالي فهو شهبندر تجار سورية”..!.

المفارقة أن هذه المسوغات تقتضي بالفعل تغيير رئيس الغرفة الذي ثَبُتَ وباعتراف   أهل كار التجارة بأنه أضعفّ مكانة الغرفة وقزّم نشاطها، ومنهم طبعاً من حضر الاجتماع وأكد لنا هذا الأمر بملئ الفم..!

لا بأكثر من ذلك.. فقد أكد علانية وأمام عديد من زملائه أن إبقاء الرئيس الحالي للغرفة وعدم التصويت على تغييره هو بمنزلة الحكم بالإعدام على الغرفة وعلى دورها الاقتصادي، وعلى شراكتها مع الحكومة أيضاً..!.

الملفت كما أسلفنا حقيقةً، إقرار أغلب التجار بعدم فاعلية الغرفة وضغطهم باتجاه تعزيز وجودها، مقابل صمت الأقلية واعتراضهم على أي تغيير تحت ذريعة “ألا تكون سابقة” وتُسجّل عليهم -في حين أنها سابقة إيجابية وتُسجّلُ لهم فيما لو كُتب لها النجاح-.. هذا الإقرار يعني فما يعنيه أن هناك من لا يزال يشعر بحس المسؤولية..!

نعتقد أن ثمة تيار خفي يقود الغرفة وله مصلحة بإبقاء الوضع على ما هو عليه، ولاسيما إذا ما علمنا ومن مصادر خاصة، أن رئيس الغرفة الحالي كان مع توجه إعادة انتخاب رئيساً جديداً لها وقد توافق مع أعضاء مجلس الإدارة على ذلك..!.

سبق لنا وأن حذرنا أكثر من مرّة -قبل وخلال انتخابات غرفة تجارة دمشق- من الوقوع في مطب الاصطفافات المؤذية لتاريخ غرفة مشهود بالتزامها بأدبيات التجارة على مدى عقود طويلة.. وكانت النتيجة للأسف إقصاء من هو أهل لها، وتولي من هو غير أهل..!.

hasanla@yahoo.com