نعوة انتهاء زمن المؤصلين..!.

918

نعوة انتهاء زمن المؤصلين..!.

يؤسفنا أيها السادة أن ننعي انتهاء زمن رجال الأعمال المؤصلين..في زمن بات فيه التسابق نحو تضخيم الثروات الخاصة وبناء إمبراطوريات مالية بعيدة عن التنمية الحقيقية..!.

إن تواضع الوجود الفعلي لبعض كبار رجال الأعمال على منصة الدورة 61 لمعرض دمشق الدولي، وعدم الحضور التام للبعض الآخر دفعنا لإعلان هذه النعوة المؤسفة..!.

أمرٌ يفتح باباً عريضاً من التساؤلات من قبيل: هل هم أكبر من هذا الحدث الاقتصادي الدولي..؟ .. أم أنه لا يوجد بجعبتهم أية مبادرة استثمارية ذات أبعاد إستراتيجية وحيوية..؟!

فإذا لم يستغل كبار رجال الأعمال لدينا منصة المعرض لترويج وتسويق الفرص الاستثمارية مع نظرائهم من العرب والأجانب ضمن صيغ من شراكات أو اتفاقيات أو عقود تجارية واقتصادية، فأي فرصة ينتظرون أهم من فرصة المعرض..؟ أم أن بوصلة استثماراتهم موجهة إلى الخارج..؟.

في الوقت الذي من حق الاقتصاد الوطني على هؤلاء القيام بدور استثماري حقيقي خاصة في هذا التوقيت بالذات، نجدهم لا يبرحون شاشات الإعلام، وعناوين الصحف،  دونما ذلك الأثر المتوقع لما يدلون به من تصريحات إعلامية ذات طابع تعبوي ليس إلا..!.

سرعان ما يلحظ المتتبع لحيثيات الدورة 61 لمعرض دمشق الدولي، جولات “رفع العتب” -للبعض وليس الكل- من قبل من اتخذتهم الحكومة شركاء لها بالتنمية، على بعض أجنحة المعرض، لتسارع وسائل التواصل الاجتماعي تضخيم صور هذه الزيارات الشكلية..علماً أن ثمة مشاركات مهمة من قبل دول يعوّل عليها استثمارياً..!

تجدر الإشارة في هذا السياق أيها السادة إلى حيثية مهمة لا بد من أخذها بكثير من العناية والاهتمام، مفادها باختصار: إذا ما لمس المستثمر المشارك سواء كان عربياً أم أجنبياً أم مغترباً سورياً، عدم جدية تعاطي نظيره المحلي مع العملية الاستثمارية في بلده، فإن هذا الأمر سيولد ردة فعل سلبية لديه، وليس من المستبعد أن يستبعد استثماراته عن سورية..!

تشي الدورة 61 للمعرض –للأسف- بانخفاض مستوى التعويل على قطاع الأعمال السوري لجهة ادعاءاته بالعملية التنموية ككل، وأن ما يرشح عنه من تصريحات ما هي إلا بروباغندا القصد منها الحصول على مزيد من الامتيازات الحكومية لتضخيم الثروات ليس إلا..!.

     حسن النابلسي

hasanla@yahoo.com